الأحوازيون عرب أم شيعة ؟!، عبداللطيف الدعيج متسائلا ؟

زاوية الكتاب

كتب 2630 مشاهدات 0


الأحوازيون عرب أم شيعة؟ 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
التناقض المذهبي بين ضفتي الخليج ليس متكافئا كما هو المفروض ان يكون، ففي حين يحمل سكان الضفة الغربية من العرب مذهبيتهم الى اقصى الحدود، يضع الايرانيون على الضفة الاخرى المصلحة «الفارسية» في المقدمة. فالايرانيون الذين يستذبح البعض منهم، كما ادّعوا، للشهادة فداء لابناء المذهب من شيعة البحرين هم الايرانيون ذاتهم الذين ينكلون ويقتلون شيعة الاحواز او الاهواز عندهم لانهم عرب.
في مطلع القرن الماضي اشتدت المطامع الفارسية في اقليم الاحواز العربي، واخذ الايرانيون يحرضون القبائل ضد الحاكم العربي المستقل للاقليم الشيخ خزعل. الشيخ استنجد بحاكم الكويت الشيخ مبارك الذي لبى النداء، في مدينة الكويت هب المتدينون السلفيون ـــ بقيادة الاجانب كالعادة، الشنقيطي وآخرون ـــ لتحريض الناس ضد الشيخ مبارك وضد نصرة الشيخ خزعل، باعتبار الاثنين ضد الدولة العثمانية السنية. طبعا الشيخ خزعل للعلم شيعي. لكن الفرس لم يرحموا تشيعه، في حين لم ينس سلفيو الكويت «رافضيته». وهكذا سقطت امارة المحمرة بيد الفرس وقتل الايرانيون الشيخ خزعل ونكلوا ـــ وما زالوا ـــ بسكان الاقليم العرب الشيعة.
الآن بعد ما طارت الطيور او العقبان الايرانية بأرزاقها، يطل علينا السلفيون المتخلفون ذاتهم هنا منادين بتحرير اقليم الاحواز ونجدة سكانه العرب، ربما ناسين او متناسين ان الشيخ خزعل ابن الاحواز او اميرها بنى الحسينية الخزعلية، ثاني حسينية في تاريخ الكويت..!! كيف يكون الشيخ خزعل وابناء المحمرة الذين تصدوا للدولة العثمانية «كفارا» يفتي بعدم نصرتهم سلفيو الكويت، ثم يصبح احفادهم اليوم عربا مضطهدين علينا التضحية بمصالحنا وامننا لفك اسرهم؟!
انها ازدواجية المعايير وانها قبل ذلك التعصب الاعمى، والتطرف الاكثر تشددا في العالم الذي يحرك مجاميع التخلف هنا ويملي عليها سلوكها واندفاعاتها السياسية. انها الفكرة وليست المصلحة، تماما مثل النقل وليس العقل ما يملي على مجاميع التخلف هنا اجندتها ومشاريعها «المستقبلية»، كحال الدعوة هذه الايام الى الاتحاد الخليجي، التي هي وليدة هوس وهاجس اكثر منها وليدة تعقل او مصلحة ملموسة. مجاميع مثل هذه يجب الا تمنح الثقة او يعهد اليها اي دور اجتماعي وسياسي، فهذه المجاميع تعيش خارج التاريخ وبعيدا عن العصر وضد الحاضر قبل المستقبل.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك