من هاجم رئيس الحكومة انتصارا للمعاقين، هو نواب الترزق للناخبين- يكتب عنهم عبداللطيف الدعيج ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1554 مشاهدات 0


الفساد من مستصغر البشر 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
رغم ان النائبة سلوى الجسار مشهورة بالطلعات الخطأ، ورغم ان من المسلّم به انها مع الحكومة، بغض النظر عن الوقائع والحقائق، إلا انني اعتقد وبثقة انها أصابت كبد الحقيقة هذه المرة بادعائها بانتهازية الحملة النيابية على الحكومة، بسبب الموقف من ذوي الإعاقة وتفعيل قانون هيئة المعاقين. وليس هناك دليل أوضح على صواب ما طرحته النائبة الجسار من كون اغلب، او بالاحرى كل من اشتط لمهاجمة رئيس الحكومة انتصارا للمعاقين هو من نواب الاستحواذ ومن المعروفين بالترزق للناخبين بالحق وبالباطل.
منذ بدء طرح أمر انشاء هيئة للمعاقين كان واضحاً ان الدوافع استحواذية. وان هناك الكثير من المستحوذين، إعاقتهم في جيبهم او في معاملاتهم التي هي بيد نواب الاستحواذ. وبالفعل ما ان أقر القانون حتى برز لنا الآلاف من مدعي الاعاقة، وصلوا، حسب آخر تصريح رسمي، إلى ما يقارب الخمسين الفاً.
النواب الذين يريدون محاسبة رئيس الحكومة على تأخير دعم المعاقين هم النواب ذاتهم المعنيون بحماية المال العام والنواب أنفسهم الذين يسعون بجهد جهيد ـــ كما الادعاء ـــ لتحويل الكويت الى دولة من دون فساد. اذا كان الامر كذلك فلماذا يغضون النظر، كما ادعت النائبة الجسار، عن المجرمين وخائني الامانة والمعتدين على المال العام ورؤوس الفساد ممن زوروا شهادات الاعاقة للاستيلاء على اموال المساكين والمحتاجين الحقيقيين من ذوي الاعاقة؟! لماذا « المواطن» او الناخب محمي، ومفتوحة له ابواب النهب والترزق غير المشروع من المال، بينما يقلب الدنيا نواب الاستحواذ على الحكومة او وزرائها ان هم اشتموا او تهيأ لهم ان هناك رائحة فساد او مشروع تربح تجاري غير شرعي لاحد ارباب الاعمال او احدى الشركات. طالما ان البوق رسمي.. وطالما ان المواطن الذي يسرق يكافأ بدلا من ان يعاقب كما سنّ النائب خالد العدوة حين طالب بإسقاط المحاسبة عمن سرقوا أموال الصمود... طالما ان الحال كذلك وبموافقة وبمباركة نواب مجلس الامة المعنيين بحماية المال العام، فلماذا لا يستشري الفساد ولماذا لا يحاول الكبار «تعلم لعبة الصغار»؟
ان السرقة هي السرقة، والتغاضي عن فلس يعني التغاضي عن دينار، واذا كان صحيحا ان النار من مستصغر الشرر، فان الأصح ايها الجهابذة ان الفساد من مستصغر البشر.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك