وليد الطبطبائي لمن ينعقون بتجريم الوحدة الخليجية: تريدون للكويت ان تكون شاة قاصية جاهزة للذئب..ولأعوانه.
زاوية الكتابكتب إبريل 21, 2011, 12:30 ص 1241 مشاهدات 0
مقالات A A A A A
ديوان العرب
«الوحدة الخليجية» من الحلم إلى الواقع
د.وليد الطبطبائى
جاء قرار مجلس النواب البحريني بالأمس تأييد دخول البحرين في اتحاد كونفيدرالي خليجي ليحول حلم «الوحدة الخليجية» الى واقع ملموس باذن الله فالبحرين مثلها مثل الكويت شعرت بخطر بقاء الأمور كما هي عليه على كيانها وعلى سيادتها، وعليه فان التنازل عن بعض الأمور السيادية وخاصة في الشؤون الخارجية والسياسة الدفاعية مع الاحتفاظ الكامل بالشأن الداخلي خير من المجازفة بذهاب الكيان وانتهاء السيادة بالكامل، ولعلي هنا أعيد ما ذكرته في مقال سابق تحت عنوان:
تجريم الدعوة إلى الوحدة الخليجية!!
ما ان كتبنا قبل ايام داعين الى دفع الخطى عاجلا نحو صيغة وحدوية تعزز بها دول مجلس التعاون أمنها حتى خرج علينا اكثر من ناعق يتهجم علينا ويتباكى على السيادة الكويتية ويتهمنا بالتفريط بها، وأنا أسال هؤلاء: أي سيادة كويتية ستكون موجودة عام 2010 لولا ان اشقاءنا في الخليج وقفوا تلك الوقفة التاريخية عامي 1991-1990، ولولا ان الملك فهد رحمه الله اعلن حينها ان «الدفاع عن الكويت هو دفاع عن الرياض»، من يريدوننا ان ننكفيء عن محيطنا الخليجي هم من يفرطون بسيادتنا الكويتية.
لقد وعت الدول الأوروبية منذ الثلاثينات عندما بدأت ألمانيا النازية تلتهمها الواحدة تلو الأخرى ان تحقيق السيادة والدفاع عنها غير ممكن بالامكانات الذاتية بل بوجود عمق استراتيجي من دول حليفة، ولذا فور ان تحررت هذه الدول ونفضت عنها غبار الحرب حتى اقبلت الصغيرة منها قبل الكبيرة الى الدخول في حلف الناتو ثم الى الاتحاد الاوروبي، ولم يقل احد في تلك الدول العريقة في تاريخها وامجادها وثقافاتها ان عضوية الناتو او الدخول في الوحدة الاوروبية ماس بسيادتها او منتقص من هويتها.
دول أوروبية تناحرت وتذابحت لقرون ولديها من الاختلافات العرقية واللغوية والدينية ما لديها تجاوزت كل هذا في سبيل حماية السيادة وخدمة الاقتصاد، ونحن لدينا كل مقومات الوحدة في اللغة والدين والمصير ما زلنا ننتظر ما وعدت به الحكومات الخليجية شعبنا (ولا أقول شعوبنا) عام 1981 اننا سنتحد تدريجيا بما يحقق لنا المصالح الكبرى مع احتفاظ كل دولة بما تشاء من خصوصياتها كما يفعل الاوروبيون، وللأسف ما زلنا ننتظر.
في أوروبا الحكومات هي من بادر لاقناع الشعوب من أجل الوحدة، أما في الخليج فالشعب الخليجي هو من يستحث حكوماته نحو الوحدة وهو احرص عليها.
وقد خصصت في مقال سابق لي المملكة العربية السعودية بلعب الدور الهام في مجال التنسيق الامني والدفاعي، فالسعوديون يشكلون اكثر من %80 من مجموع المواطنين الخليجيين، ومن جهة المساحة الجغرافية، ومن جانب الاقتصاد والثروة النفطية، والمملكة لديها القيمة المعنوية الكبيرة للحرمين الشريفين وانها منبع العروبة والاسلام، ولديها الاتساع الجغرافي والاطلالة عن البحر الاحمر كبديل ملاحي ومائي وقت الطوارئ.
ولا شيء جسد ضخامة المسؤولية الواقعة على السعودية تجاه شقيقاتها الخليجيات مثل محنة الغزو العراقي عام 1990، ولم يكن متخيلا ان يجد 800 ألف جندي واربعة آلاف طائرة مقاتلة ومروحية قاموا بعملية تحرير الكويت بديلا عن السعودية ومطاراتها وبنيتها التحتية الضخمة منطلقا للتحرير، يضاف الى ذلك طبعا ما قدمته البحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان، وان كان ذلك لا يقارن حجما واهمية بالدور السعودي.
لذا لا أظن ان كويتيا حريصا على سيادة وطنه يمكن ان يكون أقل حماسة من أي خليجي آخر على الوحدة الخليجية التي تصون السيادات وتردع العدو، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»، وبعض الذين ينعقون بتجريم الوحدة الخليجية يريدون للكويت ان تكون شاة قاصية جاهزة للذئب..ولأعوانه.
تعليقات