عن اصرار شباب التغيير في مصر على محاكمة رؤوس الفساد وأربابه ، وعلى رأسهم 'فرعون مصر' ونجليه علاء وجمال .. يكتب زايد الزيد

زاوية الكتاب

كتب 1364 مشاهدات 0


 

ويسألونك عن التغيير ( 5 )
زايد الزيد
      الثورة المصرية العظيمة ، التي قامت على سواعد شبابها الواعد ، شباب التغيير ، من الواضح أنها – حتى الآن - تسير في الاتجاه الصحيح ، فالانجاز التاريخي ، الذي تمثل في توجيه النيابة العامة قبل أيام ، تهم ضد فرعون مصر ، حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ، تتعلق بالتحريض على القتل ، وبالفساد المالي ، والإثراء غير المشروع ، ورميهم في السجن ، ما كان ليتم ، لولا إصرار شباب التغيير ، على مواصلة السير ، في محاسبة رموز الفساد ، فهؤلاء الشباب ، شعروا – حتى بعد نجاحهم في إسقاط الفرعون وأزلامه وأعوانه من على المنصة السياسية – بوجود قوى نافذة تريد أن تلتف على الثورة وعلى منجزاتها !
      شباب التغيير ، أحسوا أن القوى النافذة التي تحكم المرحلة الانتقالية ، لم تستطع أن تواجه الثورة المتفجرة على الظلم والطغيان ، فأرادت أن تمتص هذا الغضب إلى حين ، فأزالت بعض العناصر الفاسدة في النظام الساقط ، ولكنها لاتريد إزالة الفساد أو إجتثاثه من جذوره ، وهنا مربط الفرس فيما حدث مؤخرا ، وأعني بدء محاكمة الفرعون ونجليه واحتجازهم ، فشباب التغيير ظلوا متمسكين بمنطق بسيط ، مفاده : كيف يحاكم الحكم الانتقالي ، الذي يدار من القوى النافذة ، بعض رموز الفساد ، ويغض النظر عن رؤوس الفساد وأربابه ؟ إصرار الشباب على التمسك بهذا المنطق البسيط ، جعل القوى النافذة ، تقدم على محاكمة رموز الفساد ، بشكل تدريجي ، بات يرتفع مع اصرار شباب التغيير ، على مطلبهم في محاسبة كل عناصر الفساد ، لذا لاحظنا أن القوى النافذة لاحقت بداية ، عناصر الفساد الصغيرة و' الجديدة ' في النظام الساقط ، فكانت التضحية أولا بأحمد عز ، وزهير جرانة ، وحبيب العادلي ، وأحمد المغربي ! وحينما أصر شباب التغيير ، على ملاحقة عناصر فساد أكثر قوة في النظام الساقط ، قدمت لهم القوى النافذة – مرغمة ومضطرة – الوجبة الثانية من عناصر فساد النظام الساقط ، وهم ' العتاولة ' أو عناصر الفساد الأكثر رسوخا وقوة في النظام الساقط ، فجاءت ملاحقة صفوت الشريف وأحمد نظيف وفتحي سرور وزكريا عزمي ! وحينما تمسك شباب التغيير في مطلبهم في محاكمة ' رؤوس ' الفساد ، من خلال استمرارهم الدؤوب ، في تحشيد مئات الألوف في ميدان التحرير في كل جمعة ، حتى الجمعة قبل الماضية ، والتي شهدت أول احتكاك عنيف بين الجيش المصري وشباب التغيير في ميدان التحرير ، أظن في تقديري أن القوى النافذة ، وضعت في زاوية صعبة ، أجبرتها على محاكمة الفرعون ونجليه ، وهذه لعمري واحدة من أعظم تجليات الثورة المصرية المجيدة !
       إذا شباب التغيير ، لم تنطل عليهم أبدا ، خدعة محاكمة أدوات الفساد ، والتغاضي عن ملاحقة ' رؤوسه ' وأربابه ، فأصروا على مطالبهم ، وقد كان لهم ما أرادوا ، والمهمة لم تنتهي بعد ..
      وللحديث بقية .. 

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك