جعفر رجب مخاطبا الشعوب: الطغاة حقودون، أولاد بنات ليل 'لا يعفون عما سلف' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2504 مشاهدات 0


جعفر رجب / تحت الحزام / لا تصالح صالح
 
 
 
شعب لايحاكم جلاده، يعاني من قصور في فهم عقلية من يسكن القصور، فسكنة القصور، والمتربعون على العروش، يعتبرون أنفسهم ثلاثة أرباع آلهة!
الشعوب تتقدم عندما تحاسب، عندما تمسك المسطرة والقلم وتقيس، عندما تعد خطوات حكامها خطوة خطوة، وتحسابهم بالفلس، وتراقبهم بالثانية!
الشعوب التي ترفع شعار «عفا الله عما سلف» لجزارها، سيولد من رحمها ألف جزار وصبي جزار!
الشعوب التي تتسامح مع من سرق قوت عيالها، سيخرج من باطنها ألف ألف سارق ينهبها، ولن تستطيع ان تقطع منهم قلامة أظفر!
زين العابدين هارب، مختفٍ عن الانظار، لعله معتكف للعبادة، لا يريد ان يحاسبه أحد، لا يريد ان يلاحقه أحد، فقد كان رمزا، والعيب ان نحاسب رموزنا، كان يوما أب الشعب وأخ الشعب وابن الشعب وشريك الشعب حتى في بسطة الخضرة... لقد هرمنا... هرمنا ولم نصل للحظة التاريخية التي يفترض فيها ان يقف الرئيس السابق ذليلا أمام القانون!
حسني مبارك، ترك الجمل وحمل ما حمل، بعد معركة الجمل، ورحل الى شرم الشيخ، في أيامه الأخيرة جلس يغير ويدفع وينقل المليارات من حساباته، في نفس الوقت الذي كان الناس يموتون في ميدان التحرير، ويسحلون في الشوارع... الرئيس يبحث عن ملاذ آمن، لا يريد ان يحاسبه أحد، ولا يريد ان يحاكمه أي مخلوق، وتتدخل الوسطات، ودول الخليج «تدق الصدر» من أجل ان يعيش الرئيس السابق ناهب الثروات والمساعدات، ويحفظ ماء وجه الرئيس لا مال عرق جبين الناس! الرئيس سجن، هرب، سرق، قتل، عذب... ولكنه حزين لأنهم شككوا في ذمته المالية، لعنة الله عليه من شعب لا يقدر كبيره!
علي عبدالله صالح، وضع شروطه، «إلا المحاكمة» لأن الرئيس لا يريد ان يقف أمام القاضي ويحاكم! كلهم تابعوا كيف وقف صدام حسين أمام القانون والعدالة ذليلا، والقاضي يأمره بالصمت والجلوس ويعنفه كأي نشال حقير!
أيها الشعب لا تصالح، الشعب عندما يتنازل من أجل فرد يسقط، يداس بالأقدام، يذل أكثر من قبل، الشعب الذي يتراجع تتقدم في مقابلة أحذية العساكر والطغاة، الشعب الذي يسامح عندما يصفعه الجلاد على خده الأيسر، سيرفس ويلكم على وجهه... الانسان قد يعفو عند المقدرة ممن ظلمه وأساء إليه، هذه قمة الأخلاق، أما عندما يعفو الشعب عند المقدرة عن جلاده فهذه قمة الغباء!
الطغاة حقودون، أولاد بنات ليل «لا يعفون عما سلف» أيتها الشعوب «يا أبانا الشعب الذي يحفر قبور الشهداء ويسقيهم بدموعه لا تغفروا لهم»!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك