'الفساد' هو من أسقط الأنظمة المتهاوية- زايد الزيد يكتب عن 'الفساد' بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1064 مشاهدات 0


ويسألونك عن التغيير (3 )
زايد الزيد
      من الواضح الآن ، أن تونس الخضراء ، يشهد أهلها أجواء من الحريات ، لم يخبرها معظمهم ، منذ عهد استقلال الدولة ، من الاستعمار الفرنسي في العام 1956 ، فشباب التغيير نشأوا على أواخر استبداد عهد الحبيب بورقيبة ، وعلى كل ديكتاتورية عهد الرئيس الهارب بن علي ، وكمثال بسيط ، ندلل به على أجواء الحرية المعاشة اليوم في تونس ، يكفي أن نعرف ، أنه منذ مغادرة الرئيس الهارب ، إلى غير رجعة ' كريمة ' ، فقد تشكل نحو 50 حزبا سياسيا خلال شهور ثلاثة !
      ومن الواضح أيضا ، أن تركيز شباب التغيير ، أصبح منصبا اليوم ، على اجتثاث بؤر الفساد ، التي زرعها الرئيس الهارب ، في عرض البلاد وطولها ، بمعنى أن فتح ملفات الفساد هي البند الطاغي على بقية بنود أجندة شباب التغيير !
      ومن يتابع يوميات الثورتين التونسية والمصرية ، يلاحظ بسهولة أن هناك تشابها في تعامل شباب التغيير ، مع السلطتين المستبدتين القائمتين في بلديهما ، فالبداية كانت مطالب حياتية ، كمعالجة البطالة والفقر ، فتقوم السلطتان بصد التحركات الشبابية بالقوة رغم سلميتها ، ومن ثم تسيح الدماء في الميادين ، وتزيد الاعتقالات ، ويرتفع عدد الشهداء ، فترتفع معها المطالب بضرورة ' اسقاط النظام ' ، وماهي إلا أياما ، ويسقط النظامين !
      بعدها على الفور ، وبعد أن التقط الشعبان أنفاسهما ، فتحت ملفات الفساد على مصراعيها ، ففي تونس قام مجلس حماية الثورة ، ومن قبله الحكومة المؤقتة ، بملاحقة أرصدة الرئيس الهارب في كل أرجاء العالم ، عبر اجراءات قانونية معتبرة ، بل وصل الأمر إلى تقديم طلب للملكة العربية السعودية ، لتسليم الرئيس الهارب من أجل محاكمته على الأرض التي عاث فيها فسادا ، هو وأسرته ، وعصابته الأقربين !
      ومن المشاهد المقززة التي لايمكن أن ينساها الشعب التونسي ، وتعبر عن واحد من أكثر مظاهر الفساد الفاحش والفاجر ، هو اكتشاف المخابيء السرية في أحد قصور الرئيس الهارب ، والتي كانت تحوي أكواما من الأوراق النقدية من مختلف العملات الرئيسية ، جنبا إلى جنب المجوهرات الماسية والذهبية الباذخة ! يقول لي صديق تونسي : هل تصدق أن خلف هذا القصر ، بمئات الأمتار ، بيوت متهالكة ، مكتظة بمواطنين فقراء ، يعانون من الجوع ، بينما ينام الرئيس الهارب وزوجته وأولاده وسط تلال من الأموال والمجوهرات ؟!
      إذا ، الفساد هو القضية الملحة بعد سقوط الأنظمة المستبدة ، بل قل أن الفساد هو من أسقط تلك الأنظمة المتهاوية !
      وللحديث بقية ..

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك