سامي النصف يثني على محمود حيدر بعد ان لاحظ عليه الأدب الجم في أقواله وتصرفاته ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 10, 2011, 11:32 م 6427 مشاهدات 0
العنصرية الفئوية والعنصرية الطائفية
الاثنين 11 أبريل 2011 - الأنباء
سامي النصف
التعامل مع الآخرين يأخذ إحدى صورتين، أولاهما تعامل إنساني لا يجد صاحبه فرقا أو تمييزا بينه وبين الآخر، بل يجد في تنوع الاطياف إضافة للمجتمعات، وان خليطنا المذهبي والفئوي هو أمر أشبه بالمزهرية التي يزيدها جمالا تنوع ألوان الورد والزهر فيها، وان التعايش لا الإلغاء هو ما يضمن ديمومة المجتمعات ورقيها وتقدمها.
الصورة الأخرى في التعامل مع الآخر هي النهج العنصري سواء كان قائما على معطى المذهب السني ـ الشيعي أو الفئوي القبلي ـ الحضري، أو حتى التفرعات الأخرى من تباينات سياسية دينية ـ ليبرالية أو اقتصادية أو غيرهما، وضمن ذلك النهج القميء يتم بث روح الكراهية الشديدة لغير المنتمي للجماعة ويأخذ الطرح العنصري طريقا ذا اتجاهين، فعنصرية باتجاه لا يقابلها تصحيح ورفض لتلك العنصرية، بل بعنصرية مضادة لا تقل كراهية مدمرة عنها، وهو أمر خطير ينخر في أساس المجتمع الكويتي ويحتاج الى معالجة تشريعية ومؤسساتية تنزعه من جذوره.
لقد أصبحنا في الكويت أشبه بشخص طوله متران ولديه ثوب «وحدة وطنية» طوله متر واحد اذا غطى به طرفه الأعلى (الفتنة والعنصرية الشيعية ـ السنية) انكشف طرفه الاسفل (الفتنة والعنصرية الحضرية ـ القبلية) والعكس صحيح، وان الحل يكمن إما في تقليل وتقصير العنصريات والفتن حتى يكفيها ويغطيها ثوب الوحدة الوطنية الحالي، أو بتطويل ذلك الثوب عبر العمل الدؤوب (مناهج مدرسية وتشريعات رادعة وتجمعات اخاء وطني.. إلخ) كي يغطي الفتن مهما زادت وتكررت.
لقد أصبحنا أسوأ عنصرية حتى من ألمانيا النازية، فقد كان لهتلر ورهطه عنصرية واحدة تجاه الآخرين ممن لم يقابلوا عنصريته بعنصرية مضادة، أما لدينا فقد أصبحت العنصرية طريقا متعدد الاتجاهات يضم ضمن ما يضم عنصريات مقيتة تجاه الجوار والإقليم والمحيط العربي ويمتد لاخوتنا في الانسانية من ضيوف ووافدين.
آخر محطة:
(1) التقيت بالسيد محمود حيدر مرات قليلة في أحد الدواوين وقد لاحظت عليه الأدب الجم في أقواله وتصرفاته، وقد تكون ردود الفعل الغاضبة ضده قائمة على ما يأتي في وسائل إعلامه التي لا يديرها هو بشكل مباشر. نقد السيد حيدر أو أي شخصية عامة أخرى أمر مقبول مادام لم يتجاوز حدود النقد الهادف، أما النقد القائم على العنصر والمذهب والانتماء، فهو نقد مرفوض بالمطلق.
(2) وإحدى الأطروحات العنصرية المرفوضة تماما هي تقسيم المجتمع الكويتي الى دماء زرقاء ودماء حمراء ومسميات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير ترويج وإفشاء الحقد والعنصرية والكراهية في مجتمع يفرض عليه دينه وعرفه وإنسانيته ومستلزمات وحدته الوطنية أن يكون الناس فيه متساوين كأسنان المشط، ولا قطرة أقل من ذلك.
تعليقات