الجري يرى المشهد رائع ومريع
زاوية الكتاباللسان آلة حادة، فلا تحطموا به مرايا الوطن
كتب إبريل 9, 2011, 2:07 م 3245 مشاهدات 0
تحطيم الديمقراطية
حتى كتابة هذه السطور .. لم يؤد الشيخ ' ناصر المحمد ' اليمين الدستورية .. هو وأعضاء حكومته السابعة .. ورغم ذلك علت نبرة ' جهوزية ' تقديم الاستجوابات .
لم ينتظر ' الرافضون إلى الأبد ' .. أداء القسم .. وبدءوا الترتيبات اللازمة لضخ مزيد من الاستجوابات .. لعلها – حسب ظنهم – تؤدى إلى حل مجلس الأمة .
' سيل ' من الاستجوابات قادم .. قد يأخذ في طريقه كل ما هو حسن .. ويدمره .. وقد يشق هـذا ' السيـل ' روافـد خير .. تعود على ' الديـرة ' بالبركـة .. وترتقي فيها ' الديمقراطية ' أكثر .
المشهد السياسي لدينا .. بقدر ما هو بديع .. إلا أنه – أيضاً - مريع .
فإبداعه يتمثل في قوه وصلابة ' المعارضة ' لدينا .. ورغم اختلافنا – كثيراً – مع مواقفها المتشددة .. المتطرفة في كثير من الأحيان .. إلا أنها في النهاية لا غنى عن وجودها كأحد أركان النظام ' الديمقراطي ' الذي ننعم به .
أما روعة المشهد السياسي لدينا ( الروعة من الترويع وهو الخوف والفزع ) .. فتزداد يوماً تلو الآخر .. فمن تجمهر مواطنين أمام دواوين نواب لإجبارهم على اتخاذ موقف سياسي معين .. إلى الإمعان في طرد نواب وعدم الترحيب بهم في ندوات بعينها .. إلى تغيير المواقف السياسية للبعض ممن ُأطلق عليهم مؤخراً .. ' المتحولون ' ! !
قرأت تصريحاً بائساً منذ عدة ساعات .. مفاده أنه إذا أستمر نهج الاستجوابات ، فإن حل مجلس الأمة سيكون خلال شهر ! ! والذي إستوقفني في هذا التصريح المروع .. أنه صدر بعد اختتام تواقيع ' العريضة الشعبية ' بهدف تغيير الشيخ ' ناصر المحمد ' .. رغم أن كلا الأمرين .. ' حل مجلس الأمة ' و ' تعيين رئيس مجلس الوزراء ' .. من السلطات المطلقة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد .. ولكن أصحاب ' الُفتيا ' .. والإبداعات السياسية .. زادوا في ديرتنا بشكل لافت للنظر ! !
حكومة الشيخ ' ناصر ' القادمة .. كان الله فى عونها .. فهي يقع على أعضائها أعباء ثقيلة .. أميزها صعود منصة الاستجواب .. وفى أقرب وقت .. فأي استقرار سياسي وإقتصادي ننشده ؟ وأي تنمية نبتغيها ؟ وأي ريادة نصبوا إليها ؟!
إن تحطيم أي لوحه زجاجيه بديعة .. يرتبط بثلاثة أشخاص .. شخص حطمها وفى صدره غل وقسوة وقهر مكبوت .. وشخص عاقل ينظر إلى الحطام بحسره ويقول في نفسه لو أن اللوحة لم تحطم وماذا أفاد التحطيم ؟ .. وشخص مستفيد من كل شيء من اللوحة سليمة وحتى من حطامها .
وهكذا الديمقراطية .. لوحه جميلة .. تزين ديرتنا .. لكن الخوف كله من تحطيمها .. وظهور الطائفتين الأخيرتين .. العقلاء الذين لا حيله لهم .. سوى التنهد والحسرة بعد فوات الأوان .. ومنتهزو الفرص الذين ينتظرون بفارغ الصبر تحطيمها .
وتبقى كلمه ...
أزعـم أن في ديرتنا من هم على استعداد لتحطيم لوحة الديمقراطية البديعة ... بآله حادة .. هي .. اللسان !!
عضو مجلس أمة سابق
دعيج الجري
تعليقات