عبداللطيف الدعيج مستغربا تصريحات السلطان عن المحمد: 'قوية حيل' حيل اتهامه أو غيره بالخيانة الوطنية ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2011, 12:52 ص 1965 مشاهدات 0
طار العقل.. أو ما كان باقياً منه
كتب عبداللطيف الدعيج :
النائب خالد سلطان العيسى صرح يوم امس بان التدخل الايراني في الكويت اكثر خطورة منه في البحرين بسبب «تسيب الوضع». تسيب الوضع، رغم انه اتهام خطير للقيادات السياسية والامنية إلا انه يبقى اتهاما عاما وغير محدد، رغم خطورته وجرأته. النائب خالد سلطان كان بعد ذلك اكثر جرأة وأكثر وضوحا حين طالب برئيس وزراء جديد ليس لايران تأثير عليه!!! او كما وضعها خالد سلطان وفقا لمجمل وسائل الاعلام التي نشرت تصريحه «وألا يكون لإيران نفوذ عليه».
ألا يكون لايران نفوذ عليه، تعني ان رئيس الوزراء السابق او الشيخ ناصر المحمد كان واقعا تحت تأثير النفوذ الايراني. العلاقة المزعومة للشيخ ناصر بايران او وقوعه تحت تاثير النفوذ الايراني ليست من عنديات النائب خالد سلطان وحده. بل هو اقتبسها من كتابات البعض الذي توسع كثيرا في ربط الشيخ ناصر بالنفوذ الايراني، او خضوعه، حسب الزعم، لتأثير آراء وحتى توجيهات مستشاريه واصدقائه من اصحاب المال من الكويتيين المتحدرين من أصول ايرانية..!! هؤلاء الكويتيون الذين مثلوا «الاعلام الفاسد» او اعلام الشيخ ناصر حسب ادعاء مناوئي الشيخ ناصر ومن سايرهم من المعارضين الجدد.
«قوية حيل»، وليست قوية شوي... اتهام الشيخ ناصر او حتى اي انسان كويتي بالخيانة الوطنية ليس امرا سهلا. وكان المفروض في النائب خالد سلطان، وهو الذي تعرض لاتهامات نظنها ظالمة قبل مدة، ان يعي الفرق بين الظن والحقيقة، الانباء والاخبار غير المؤكدة والحقائق والوقائع الدامغة.
ان الهلع السلفي من الخطر الايراني يجب الا يفقد العقلاء ـــ ان وجدوا ـــ صوابهم، والا يتحول الى سهام طائشة توجه الى صدور الابرياء ونحور المسالمين. خالد سلطان ليس السلفي الوحيد المتحمس هنا، فأحد زملائه طالب المواطنين الشيعة بالاعلان عن ولائهم او مواقفهم تجاه هذا الخطر المزعوم. (انا ضد قمع اي حرية تعبير لكن استغرب صمت المنادين بالوحدة الوطينة والاعلام «الطازة» عن هذا التخوين لقطاع كبير من المواطنين). النائب ناجي العبدالهادي ايضا يتطرف ويطالب بتنظيف الكويت من بعض الجنسيات، وهو هنا لا يختلف كثيرا عن زميله اعلاه، فالاثنان يدينان الناس وفقا لمذهبهم او بالاحرى لاختلافهم عنهما مذهبيا.
الخطر الخارجي معروف وسهل تحديده والتصدي له. الخطر الاكبر الذي تراهن عليه ايران والمتربصون بنا من غير ايران يأتي من الداخل.. وهو فقدان العقل والمنطق وهو ما يتميز به بالذات المتطرفون الدينيون ايا كان مذهبهم.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات