رئاسة الوزراء وظيفة أم خطوة للحكم؟
زاوية الكتابالمحامي محمد منور يكتب ل((الآن)) رأيه في رئيس الوزراء القادم
كتب إبريل 1, 2011, 7:51 م 4267 مشاهدات 0
لست من هواة الكتابة ولا محترفيها ولكن ظروف البلاد الراهنه تقتضي من الجميع ان يسهم بأي جهد قد ينفع ، وان يبادر الى عمل شئ ما او قول مايعتقد انه كلمة حق ينصح بها من يبحث عن النصيحه او من يحتاجها .
ان المرحله الحاليه التي تمر بها البلاد العربيه دقيقة وحساسه وسريعة التقلب ومخطئ من يظن ان هناك ثمة بلد ما محصن عما يجري حوله من احداث وتداعيات، ولعلنا في الكويت اكثر استقرارا وطمأنينه من بلاد كثيره تطالب شعوبها وتناضل من اجل الحصول على بعض مالدينا بالفعل منذ اكثر من خمسين عاما.
الا اننا بحاجة فعليه ودائمة للتغيير والتطوير في المنهج الحكومي لادارة البلاد ، فقد ثبت عمليا وعلى مدى عدة سنوات عدم قدرة سمو الشيخ ناصر المحمد على اداء المهمه التي كلفه بها صاحب السمو امير البلاد في قيادة دفة العمل الحكومي وبات من مصلحة البلاد العليا اعادة النظرفي هذا التكليف ، لكن المشكله الحقيقية لدينا تكمن في الطريقة التي ينظر فيها الى منصب رئيس الوزراء وانه منصب تمهيدي للحكم في البلاد ، وان من يتقلد هذا المنصب هو في طريقة حتما لان يكون حاكما للبلاد يوما ما ، ومن ثم اصبح من المواصفات اللازمه لرئيس مجلس الوزراء بسبب هذا الفهم ان يكون من اكبر ابناء الاسره الحاكمه من ذرية مبارك واقربهم للحكم.، الامر الذي اضفى على هذا المنصب هالة كبرى وتنافس كبير بين ابناء الاسره الحاكمة وهو في حقيقته منصب اداري رفيع ووظيفه يقتضي ممن يكلف بها ان تكون لديه القدره على القيام بمهامها وان تكون لديه امكانيات الاداره اللازمه لقيادة العمل الحكومي بكل تفاصيله ومشاقه .
وهي وظيفة قد تتغير متطلباتها ومؤهلات شاغلها بتغير الظروف والازمان وقد ينجح فيها الشخص او يفشل ولاتلازم بينها وبين الحكم في البلاد، ومن ثم فانه لامجال للمجامله او الرياء على حساب الوطن ولا ان تتقدم اسماء الاشخاص على اسم الكويت ، فالكويت باقيه والجميع زائل.
ان المرحله الحاليه والاستعداد للمستقبل يقتضي ان يعاد النظر في هذا الفهم لمنصب رئيس الوزراء وان ينظر الى هذا المنصب على اساس انه تكليف بقيادة فريق عمل حكومي لانجاز مهمه في فترة زمنيه محدده ، اي انه لايعدوا ان يكون عملا اداريا بحتا من مسؤول اداري يسهل انتقاده وتغييره كلما دعت الحاجه الى ذلك ، اما الاستمرار في التعامل مع هذا المنصب على انه حاكم المستقبل فمن شأن ذلك ان يضفي على هذا المنصب قدسية ليس لها اساس في النظام الدستوري للبلاد كما انه سيؤدي الى صعوبة اعمال الرقابة على اعماله ومسائلته عن اخطائه كما سيدفعه هذا الفهم الى تسخير جهده وامكانياته الي التطلع الى ماهو ابعد من منصب رئيس الوزراء والانشغال عن مهمته الاساسيه المكلف بها .
اعلم تماما وكرجل قانون ان اختيار رئيس مجلس الوزراء هو حق دستوري خالص لسمو امير البلاد وسنحترم اختياراته مهما كانت ولكن حبنا لهذا الوطن وشعورنا بالمسؤليه يحتم علينا ان نقول رأينا ونحلم ان يقع الاختيار على شخصية تنجح في جعل عهد سمو الامير عهدا مليئا بالانجازات والنجاحات وهو مايستحقه.
خلاصة القول ان منصب رئيس الوزراء منصب اداري يختلف تماما عن مهام الامير وسلطاته الدستوريه الذي يحكم من خلال وزرائه ولايحاسب عن اعماله وذاته مصونه لاتمس، انه مجرد وظيفة ومسؤوليه يتعين على من يقبل بها ان يحسن القيام بأعبائها ويتحمل محاسبته عنها او فليتركها لمن يستطيع.
ان الكويت مليئة بالطاقات الاداريه الشابه من ابناء الاسره الحاكمة الذين لديهم القدره والامكانيات للقيام بهذه المهمه وليس من ضمن تفكيرهم واهدافهم الوصول الى الحكم على الاقل في الفتره الحاليه ،طاقات طموحه للترقي باوطانها فتختار من حولها من يعينهم على تحقبق هذا الهدف لامن يعينهم على الوصول للحكم او بقائهم فيه ، ولمثل هؤلاء يجب تتاح الفرص ..
تعليقات