رأس الفهد وليس الوحدة الوطنية هو المطلوب باستجواب الوطني كما يرى حسن عباس
زاوية الكتابكتب مارس 31, 2011, 9:24 ص 1731 مشاهدات 0
دولة أحمد الفهد ودولة الوطني
وأخيراً تحقق الحلم، وأخيراً حصل ما انتظره الكويتيون بفارغ الصبر، أخيراً قدّم التكتل الوطني استجوابه بحق الوزير السوبر الشيخ أحمد الفهد. لكن وبكل صدق لم أفهم باب الوحدة الوطنية!
يا تكتل الوطني هل هي الوحدة الوطنية أم رأس الفهد وبأي ثمن؟ أرجوكم أن تمنحوني فرصة ولا تستبقوا الحكم. جميعنا يعرف بأن العداء بينكم طويل ومعروف، لكن ما دخل الوحدة الوطنية ولماذا تسترخصونها لهذا الحد وتضعونها طعما لاصطياد طريدتكم؟
دعونا نعيد النظر لعل وعسى أكون مخطئاً. أنتم أبناء التكتل الوطني من التكتلات الشريفة الوطنية، تكتل يعمل لأجل الوطن. لكن هذا لا يعني أبداً أن الوحدة الوطنية كانت ذات شأن مهم عندكم. لا أقصد أنكم لا تعيرونه بالاً، لكنها ليست ذات شأن كشأن الغرفة أو الرياضة!
ألستم انتم في التكتل الوطني ذوي طابع فئوي بحت، ألستم أنتم في التكتل الوطني تشكلتم من أبناء العوائل. لا تفهموني (غلط)، فلا أقصد أن أحسدكم، وليس قصدي التقليل من شأنكم، ولست أقلل من وزنكم فأنتم من الأوزان الثقيلة بلا شك. لكني اسأل فقط عن الجانب الوطني. ألستم أنتم يا تكتل تشكلتم منذ دورات برلمانية متعددة ومنذ أعوام طويلة، دورات خرج بسببها أناس ودخل واستقال منه آخرون، ألستم وبرغم ذلك حصرتم تركيبتكم على طيف واحد، كيف تستجوبون على الوحدة الوطنية وأنتم لا تمثلونها، كيف هي وِحدة وأنتم بمظهركم السياسي ترفضونها، فأنتم ومع عمر تكتلكم الطويل لم يتواجد من بينكم شيعي ولا قبلي، فكيف هي الوحدة؟
ثم لا أفهم كيف تريدون الوحدة الوطنية وأنتم تنسقون مع «عُشّاق الوحدة»، تكتل التنمية والاصلاح؟ حاولت أن اتصفح وجوه من جلستم بجنبهم في مكتب فلاح الصواغ قبل أيام لتعلنوا أنكم تنسقون مع بقية الكتل، ولكن ومع ذلك لم أجد وجهاً شيعياً واحداً لهذا التنسيق. كيف وحدة وطنية وأنتم تنسقون للوحدة مع من قسّمها إلى وِحدات!
أفهم أنكم تريدون مصلحة الوطن، ولكن لا أدري كيف تفهمون معنى الوحدة وما هي وزنها لديكم؟ فأنتم في ملف «الطمباخية» تحدثتم وكان حديثكم مشوّقاً لدرجة أنه أثار فيني الحماسة وأخذتني الغيرة وكتبت تأييداً لكم، أو عفواً تأييداً للحق الذي وقفتم لجانبه مقالة أو اثنتين. لكنكم في ملف البحرين للوحدة الوطنية وضعتم رؤوسكم بين أرجلكم!
أفهم تريدون مصلحة الوطن، ولذلك أخذتكم الحماسة من جديد وقلتم بأن الميموني قُتِل مغدوراً، فوقفتم ووقفنا معكم وقفة رجل واحد، أو عفواً وقفنا تأييداً للحق الذي وقفتم لجانبه، وكتبنا مقالات عدة، وقلت شخصياً بأنني على نار بانتظار الساعة التي تحتضن المشنقة رقبة المجرمين، لكنكم في ملف البحرين للوحدة الوطنية غادرتمونا كشوق الكويتيين للسفر في موسم الصيف!
أفهم أنكم تريدون مصلحة الوطن، وأخذتكم الحماسة مرة ثالثة «لعُشّاق الوطنية» في صليبخات الحربش وزملائه وقلتم بأنها الوحدة، ورددنا معكم، أو عفواً رددنا لجانب الحق الذي كان بجانبكم، وكتبنا في أوج العاصفة ضد النواب الشيعة، لكنكم في ملف البحرين للوحدة الوطنية تحدثتم بنبرة البنت البكر حينما تجيب «نعم موافقة»، فكيف نصدقكم بأنكم تبحثون عن الوحدة لا رأس الفهد!
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات