سعد العجمي يرفض الأطروحات الطائفية لوليد الطبطبائي جملة وتفصيلا ؟َ!
زاوية الكتابكتب مارس 30, 2011, 1:56 ص 2440 مشاهدات 0
يا له من مسكين...هذا الطبطبائي!
سعد العجمي
أختلف جملة وتفصيلاً مع النائب وليد الطبطبائي فكرياً، وإن كان الرجل يأخذ أقصى اليمين في فكره، فإنني أقف في المنتصف لست إسلامياً متشدداً ولا ليبرالياً منفتحاً، فـ'خير الأمور أوسطها'، وأجمل المواقف ما كان متوازنا منها، أي قريب من الإسلاميين والليبراليين بالحق، فـ'الرجال يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال'، كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
الطبطبائي نائب مثير للجدل، لا يمكن أن تتنبأ بردة فعله حول أي قضية، يندفع حين يكون الهدوء مطلوباً، ويهدأ حين يتطلب الموقف الاندفاع، لا يمارس السياسة بخبث ودهاء كغيره من النواب الإسلاميين، فهو مع محمد هايف نموذجان للسلف التقليديين ممن اقتحموا عالم السياسة بفطرتهم وسجيتهم التي تقوم على البساطة والتلقائية، وهما منسجمان مع قواعدهما التي انتخبتهما، ويمارسان عملهما البرلماني وفق هذا الأساس، لذلك نادراً ما يخذلان تلك القواعد أو يختلفان معها في أي موقف كما يحدث لغيرهما من الإسلاميين.
هناك أطروحات طائفية للطبطبائي نرفضها جملة وتفصيلاً، ويجب التصدي لها، لكنه ليس الوحيد الذي يقوم بهذا الأمر، بل في الغالب تكون أطروحاته هذه ردة فعل لا مبادرة، لكن مشكلة 'أبو مساعد' أن تصرفاته تلك تكون تحت مجهر الخصوم دائماً، حيث يتم تكبيرها من بعض الكتاب ووسائل الإعلام الفاسد إلى خصومات شخصية معه، في مقابل غض الطرف عن مواقف وأطروحات مضادة تصدر من الطرف الآخر.
دعونا من فكر الطبطبائي، ولنتحدث عن قضايا أخرى تتعلق بالرجل، ومنها ممارسات قد نختلف معها لكنها تعكس جانباً من شخصية هذا النائب، لعل أبرزها شجاعته ومروءته التي يفتقدها أغلب خصومه، فتسلله عبر أنفاق غزة ووصوله إلى القطاع، وركوبه أسطول الحرية وما حدث له هناك، جميعها تضاف إلى أرصدته في حساب الثبات والإيمان بالقضايا؛ بغض النظر عن الآليات والوسائل التي اتبعها.
برلمانياً يتلون خصوم الطبطبائي وكأنهم حرباء تغير لون جلدتها، وهو صامد كالطود يستقبل السهام والرماح في صدره لا في ظهره، وإعلاميا يتلقى يومياً القدح والقذف وكأنه السبب الوحيد لأزماتنا السياسية المتلاحقة، وعندما يحين وقت رفع اليد في 'قاعة عبدالله السالم' لفرز المواقف وفحص معادن الرجال يصفع 'أبو مساعد' خصومه ويعيدهم إلى دوامة نبش الملفات لعل وعسى، بينما هو ماضٍ في طريقه.
أنا هنا أتحدث عن السياسي لا عن شيخ الدين أو المصلح الاجتماعي، فهذا موضوع آخر، ومن أراد أن يحاسب الرجل فليحاسبه وفق هذا المبدأ، ولتكن مسطرته المواقف لا النوايا، وفي هذا الإطار سيتعب الطبطبائي أعداءه، أما من أراد أن يبحث عن زلة لسان، أو خيانة تعبير، أو لحظة حماس، ليتصيد عليه، فهذا 'دغلوب' لا يعيش إلا في المياه العكرة التي يوجد فيها بعض النواب 'المتأسلمين' والطبطبائي ليس منهم بكل تأكيد.
وكمحب للطبطبائي أقول له إن هناك كثراً مثلي يحبونك ويقدرونك فلا تضع الحواجز بينك وبينهم، ولا تنفرهم منك بالرد على هذا أو ذاك، وركز على عملك البرلماني الصرف قدر ما تستطيع، ولا يجرك غيرك إلى معركته التي يقتات عليها، فهم يدركون تماما اتساع الفجوة بينك وبينهم سياسياً، وهي الفجوة التي تضيق إذا انجرفت إلى المربع الذي يريدون، حينها ستحيّدهم وتسد باب الذرائع الذي ينفذون منه.
نعم الطبطبائي بشر يخطئ ويصيب، نعم لديه الكثير من الأخطاء، نعم نختلف مع فكره وأغلب أطروحاته، نعم أحيانا نقول ليته يسكت، لكن شعرة من لحيته تعادل عندي ما يجهله خصومه قبل محبيه.
تعليقات