وليد الغانم يطالب الناخبين بمتابعة أخبار نوابهم، ومقارنة تصريحاتهم قبل الانتخابات بأفعالهم بعدها ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1481 مشاهدات 0


هل انتخبكم الناس.. أم الحكومة؟ 

كتب وليد عبدالله الغانم : 

 
نواب قلبوا على ناخبيهم، اختارهم الناس لأجل المطالبة بحقوقهم والارتقاء بمعيشتهم وحماية مكتسباتهم ورقابة حكومتهم، وبدلا من الوفاء بوعودهم بالقيام بدورهم الرقابي والتشريعي، تفرغوا تفرغا كاملا لحماية الحكومة والدفاع عنها في كل صغيرة وكبيرة، وكأن الحكومة هي من انتخبتهم لا الشعب الكويتي.
دار الكلام كثيرا عن مرشحين ومرشحات دعمتهم أطراف حكومية دعما كاملا في الانتخابات الماضية، فوصل بعضهم إلى الكرسي النيابي بفضل المساعدة التي تلقاها، فهو يدين لاولياء نعمته ان يكون بوقهم المزعج وخادمهم المطيع، فلا يستطيع ان يضع عينيه في عينهم وهم يفرون بوصلته تجاه الشرق أو الغرب، وهذه العينة من النواب لا شرهة عليها..
لكن الشرهة على من وصل إلى الكرسي النيابي على ظهر الناخبين وبوعوده الإصلاحية العظيمة وبرنامجه الانتخابي الحافل وصوته الذي كان يلعلع قبل المجلس، فلما تمكن من العضوية النيابية قلب ظهر المجن على الناخبين وولى قبلته تجاه الحكومة تأمره وتنهاه ويتسابق مع نوابها للحصول على رضاها..
سابقا كان النواب الحكوميون يستحون من هذا الوصف، يتوارون عن الأنظار خجلا من الشعب ويصوتون للحكومة في الجلسات والاستجوابات، ثم يقدمون واسطاتهم وتمشي أمورهم، وكل الناس عارفينهم. اليوم الوضع اختلف، فأصحاب الحكومة سليطو اللسان جريئون في مواقفهم لا يستحون من دفاعهم عنها حتى لو وقعت منها الكبائر، فالمهم بقاء الحكومة، وأما استقالتها او اقالتها فهذا اعظم المنكرات التي ستحل بالبلاد، وكأن الانتخابات النيابية تجري كل اربع سنوات لحماية الحكومة من السقوط..
نواب ينتمون لجماعات سياسية مختلفة لها مبادئها وبرامجها وتاريخها الحافل، ينتخبهم الناس لأجل هذا الانتماء وهذا الفكر، وبعد أن أصبحوا نوابا استفردوا بقراراتهم وتخلوا عن جماعاتهم وتبرأوا من مبادئهم، لأجل ماذا يا ترى؟ لأجل الدفاع عن المواطن؟ لأجل حماية الوطن؟ لأجل المزيد من المكتسبات للشعب؟ للأسف لا، وإنما من أجل الدفاع عن الحكومة وبقائها، فهذا شغلهم الشاغل وهمهم الأول، وكل تصريحاتهم في الصحف ووسائل الإعلام تدور بهذا الاتجاه، والناس يتساءلون: ألأجل هذا انتخبناكم؟
على الناخبين متابعة اخبار نوابهم ومقارنة تصريحاتهم قبل الانتخابات بأفعالهم بعدها، وتسجيل مواقفهم لمحاسبتهم عليها، وحتى تعرفوا هذه الفئة الجديدة من نواب الحكومة انظروا في أمر واحد فقط.. هل واسطتهم ماشية وطلباتهم مجابة، ثم اسألوهم: أنحن من أوصلكم للمجلس ام الحكومة؟.. والله الموفق.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك