انا عيمي، واجدادي وآبائي عيم، لن ازور تاريخي وادعي اننا عرب من نجد- للعنصريون من جعفر رجب ؟!

زاوية الكتاب

كتب 7301 مشاهدات 0


جعفر رجب / تحت الحزام / أيها العنصري أنا عيمي 
 
  
 
مثل أبونواس وبشار ومهيار... انثر الحروف وازرع الحدائق للعاشقين، ومساحات حرية للمحرومين، وأبني بكلماتي اكواخا صغيرة فوق هامات السحاب، وكسجادة عجمية انول مقالاتي بأحرف عربية، وافرشها تحت اقدام ضيوفي!
ايها العنصري انا عيمي، واجدادي وآبائي عيم، وبعضهم يتحدث اللغة العربية المكسرة، عنده «سلاسة» آلاف دينار في «البانك»، ويسافر بـ«التيارة» الى مشهد كل خميس، ويشرب «اسير» ليمون كلما عطش، و«يقط» ثلاث بدليات في الدقيقة الواحدة، ومع ذلك احب لهجتهم وبدلياتهم، ولا أتوارى خلف اصابع كفي خجلا، بل استمتع بها استمتاع العاشقين!
اقط «البدليات» وانا مرتاح الضمير، وكيف اكون عيميا ان لم «اقط بدليات»، نعم، خلصت «عيش الكويت» وايضا اقط بدليات، لا اعاني تأنيبا للضمير، ولا عقد نفسية، فمولانا سيبويه، قبل اكثر من الف عام وضع قواعد اللغة العربية، ومازال عيميا لم يستلم جوازه العربي، وانا بعد ألف سنة سيقولون عن احفادي «عيم»، فلماذا اتعب نفسي منتظرا حنانك ومنّك علي بصكوك العروبة والوطنية؟!
أيها العنصري انا عيمي، بعض اجدادي كانوا اقطاعيين يملكون الحجر والبشر، وبعضهم كانوا قطاعي طرق يسرقون البشر، وبعضهم كان يحمل في قلبه روح المغامرين، عبروا- بطشت وبلم وسباحة -من شرقها الى غربها، فكل هذا الخليج عشقنا، وكل سواحله موانئ احلامنا، وكل «هيراته» مغاصات رجالنا، نعشقه كعشق ابن ذريح لمساكن لبنى!
ايها العنصري انا عيمي، افطر مهياوة، وغدائي مرق سبزي، وعشائي آش وخبز ايراني، واحب البصل (عيالي لايحبون البصل الظاهر مو عيم اصليين) واشجع النادي العربي، ولست مضطرا الى أكل المندي لاثبت ولائي، ولست مستعدا ان ازور تاريخي وادعي اننا عرب من نجد، ورحلنا الى بر فارس في الازمنة الغابرة، ولست مستعدا لتغيير اسماء عيالي الى قتيبة وقصي وعدي، ولا اغير اسم عائلتي، واحذف نقطة هنا واضيف نقطة هناك، حتى تقبلني كمواطن كامل الدسم!
هنا وطني، بنيت سورها، وحميت شواطئها، ورويت ارضها بدمائي... فينا الطيب والخبيث، الشجاع والجبان، الكريم والبخيل، الصاحي والمينون مثل بقية الخلق! كويتي (مادة واحد) كويتي (مال اول)، كويتي مثلي مثلك، املك كما تملك، بل قد املك اكثر مما تملك، انتخب وارشح واصبح وزيرا ونائبا، واشرع لك ولابنائك واحفادك!
ايها العنصري انا عيمي، لم اختر اصلي وفصلي، قد اغير ديني او مذهبي او حتى جنسي، ولكن اصلي لا استطيع تغييره، فاذا اردتني ان اكون قحطانيا او عدنانيا فانا اعتذر اخطأت العنوان يا اخ العرب، وان أردتني ان اشعر بالنقص كوني من بلاد تلبس «السراويل» المخططة، فأنت ايضا مخطئ، وان أردتني تابعا وان اكون من «عيمكم» فأنا ايضا آسف، فقد خلقنا مثل بقية الخلق احرارا، ولم نتعود ان نكون عبيدا لغيرنا!
ايها العنصري لا يهمني رأيك، فانا لا انتمي لك بل لهذا البلد الجميل، الذي ضممته بين جفني في فقره، وظللني بجناحيه الواسعين عندما فتحت السماء ابوابها... ايها العنصري اغلق الباب خلفك، و«خلني انام»، حسبالي عندك سالفة! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك