طلال العرب يكتب عن شخصية 'السموأل'، فمن هو؟، وما حكاية وفائه ؟َ
زاوية الكتابكتب مارس 25, 2011, 4:13 ص 2648 مشاهدات 0
أوفى من السموأل
كتب طلال عبدالكريم العرب :
«وفاء السموأل» عبارة ذهبت مثلا لما لها من جانب أخلاقي وإنساني في تاريخ العرب، فمن السموأل؟ وما حكاية وفائه التي أصبحت مضربا للأمثال؟
هو السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، المتوفى سنة 560 ميلادية، وهو شاعر جاهلي حكيم، ويقال إنه يهودي من سكان خيبر (شمالي المدينة المنورة)، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق.
فيقال إن امرأ القيس بن حجر الكندي استودع عند السموأل دروعه وماله، قبل ذهابه إلى قيصر الروم، فلما مات امرؤ القيس، وهو بعد لم يسترد أمانته، وكان ذلك قبل الهجرة بــ 58 عاما، أتى الحارث بن أبي شمر المعروف بالأعرج إلى السموأل، وطلب منه ما استودعه امرؤ القيس من مال ودروع، فأبى السموأل ذلك، وتحصّن بحصنه الأبلق، فقام الحارث بأسر ابن له، وهدده بأن يسلم الأمانة أو أن يقتل ولده، فقال له السموأل: أمهلني حتى الصباح. فأمهله، فجمع أهله وشاورهم في الأمر، فأشاروا عليه بأن يدفع بالمال والدروع وينقذ ابنه.
فلما أصبح، أشرف السموأل عليه من الحصن، وقال للحارث: ليس إلى دفع الدروع من سبيل، فاصنع ما أنت صانع، فذبح الحارث ابنه وهو ينظر إليه، ثم انصرف.
ثم جاء السموأل إلى ورثة امرئ القيس وسلمهم ما اؤتمن عليه من دروع ومال، فضُرب به المثل في الوفاء، فقيل فيه: «أوفى من السموأل».
وقال السموأل في ذلك:
«وفيتُ بأدرُع الكندي إني
إذا ما خانَ أقوام وَفَيتُ
وقالوا: إنه كنز رغ.يبٌ
ولا والله أغْد.رُ ما مَشَيْتُ»
وقيل فيه:
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به
في جحفل كسواد الليل جرار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله
حصن حصين وجار غير غدار
حادثة نادرة الوقوع، لكنها - ولأنها نادرة - لا تزال تضرب مثلا للوفاء.
***
(ملحوظة: حكاية من التراث)
طلال عبدالكريم العرب
تعليقات