لاءات عبداللطيف الدعيج: لا كبيرة لكل الأوضاع الخليجية المتعارضة مع مبادئ العدالة، لا لازدواجية المواقف ولا لازدواجية الانتماء ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2391 مشاهدات 0



 
كويتيون أولاً وأخيراً.. وبس 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
بعد انقطاع خمسة عشر عاما عن الكتابة، كان أول مقال كتبته بعد التحرير مباشرة هو «مدينون أدبيا.. لا سياسيا» في القبس في 1991/6/29.. وخلاصته أننا ندين بالعرفان للولايات المتحدة وللمملكة العربية السعودية، ولبقية الدول التي ساهمت عسكريا أو سياسيا في تحرير الكويت. ولكن هذا الاعتراف بالجميل يجب ألا يطغى على مواقفنا السياسية ومصالحنا كدولة، سواء تجاه الأصدقاء أو الأشقاء. من ساهم بشكل فعلي في تحريرنا أو ذاك الذي كانت مشاركته رمزية أو سياسية فقط.
اليوم تتعالى أصوات يحركها انتماؤها الديني والمذهبي، قبل انتمائها الوطني، تدعو الى ان يكون مصير سياستنا، بل حتى نظامنا الديموقراطي، مرهونا او ملبيا لمصالح من ساندنا أو حررنا قبل عشرين عاما. مع ان هذا الانحراف السياسي الذي يدعونا المتخلفون الدينيون الى الانضمام اليه في تناقض، وأبسط المبادئ الإنسانية، وفي تعارض مع سياستنا العامة ونهجنا ونظامنا الديموقراطي. بل إن البعض أرغى وأزبد، وثار وتوعّد، لا لشيء إلا لأن بعض الأطراف الكويتية انتقدت أو اعترضت على سياسات ومواقف من ندين لهم بالتحرير. طبعا ليس هناك غرابة أو جديد هنا، فحرية التعبير هي أول مبدأ ديموقراطي يسعى المتخلفون الدينيون لتقويضه!
نحن نقدّر للمتحمّسين دينيا شعورهم تجاه من ساهم في تحرير الكويت، رغم أننا نعلم تماما أنه شعور كاذب وزائف ومخادع. لأن هذا الشعور غاب ويغيب تماما عند التعرض للمصالح الاميركية التي كان لها الباع الاول والأطول والاكثر شدة في تحرير الكويت. فهم لا يأخذون راحتهم في انتقاد وحتى شتم الولايات المتحدة، بل يمولون الإرهاب ويساندون المتمردين في العراق وافغانستان دون حياء وبلا حساب.
اليوم سيتجمع المتحمّسون دينيا لبيع النظام الديموقراطي الكويتي للقوى غير الديموقراطية الغالبة في الخليج تحت شعار «خليجنا واحد». بحجة الانتصار لمن ساندنا عند الغزو وتحت ذريعة الخطر الإيراني المزعوم يجتهدون لمحو هويتنا الكويتية وسحق خصوصيتنا السياسية وإلغاء نظامنا الديموقراطي.
نعم لخليج واحد تكون السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا. نعم لخليج واحد تعلو فيه حرية التعبير على هامات القادة والرؤساء، ونعمين لخليج واحد تتسيد فيه مبادئ العدالة والحرية والمساواة.. ولا كبيرة جدا لكل الأوضاع الخليجية التي تتعارض مع هذه المبادئ.. وألف لا.. لازدواجية المواقف وازدواجية الانتماء.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك