تجمع نواب الشيعة ونواب السنة من أجل البحرين ما هما إلا طعنة لنحر الكويت.. رأي يوسف المباركي

زاوية الكتاب

كتب 2050 مشاهدات 0


 

البحرين.. الحوار هو الحل 

كتب يوسف مبارك المباركي : 

 
حكم آل خليفة البحرين منذ عام 1765، وكان أول حاكم لها هو الشيخ محمد بن آل خليفة. وتوالى عليها الأمراء منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، فكانت دار أمن وأمان لما يتمتع به أهل البحرين من طيبة وكرم اشتهروا بهما، فكانت قولاً وفعلاً عروس الخليج، إلا أن الأحداث الأخيرة التي أصابتها منذ فبراير الماضي وحتى يومنا هذا، والمشاهد المؤلمة التي رأيناها بالتلفاز من التدمير والتخريب وغيرهما، عطلت الحياة فيها تحت حجة المطالبات السلمية. نحن مع الإصلاحات السياسية، فالله في محكم كتابه يقول «وَجَاد.لْهُم ب.الَّت.ي ه.يَ أَحْسَنُ»، وليس بالتهديد والوعيد. ولتكن الديموقراطية الكويتية مثالا يحتذى في الخليج. ان ما ننعم به من ديموقراطية لم يكن بقرار يوم وإنما كفاح عقود ابتدأ منذ عام 1921 مروراً بمجلسي 1938 و1939 إلى أن تكرست دستوريا عام 1962. فالبحرين اليوم أمام مفترق طرق يجب ان يجلس الطرفان على مائدة حوار واحدة، وبالحوار تحل المطالبات وليس بالتخريب. إن مشهد تأجيج الشارع باستخدام الشحن الطائفي خطر جدا على الوطن، وما هذا الفعل إلا زرع قنابل موقوتة تنفجر بأي لحظة، وتدمير للنسيج الاجتماعي. ولمصلحة من كل هذا؟ إن الذي يدعي حبه للبحرين عليه التنازل من أجلها، وهذا ليس فيه غالب ولا مغلوب، والمنتصر هو البحرين. إن ارتفاع سقف المطالبات التي خرجت عن المألوف مطالبة باسقاط نظام آل خليفة استفز حفيظة دول الخليج وشعوبها، لماذا كانت البداية شيئاً وانتهت بشيء آخر، حتى العلم تم تغييره، إضافة الى تحويلها الى جمهورية لماذا؟ ولمصلحة من كل هذا؟ فالبحرين تسع كلا الطرفين كما وسعتهم بالماضي تسعكم بالحاضر والمستقبل تحت حكم آل خليفة. يجب التسامي على الجراح وان تبدأوا اليوم قبل الغد باستئناف الحوار مع ولي العهد لتحقيق المطالب الشعبية.
ان تجمع نواب الشيعة يوم الأربعاء من أجل البحرين ونواب السنة يوم السبت الماضي من أجل البحرين ما هما إلا طعنة لنحر الكويت، كما تنحر البحرين حاليا بنار الطائفية المقيتة، سؤال أوجهه لهم: ألم تستنكروا في السابق هذه التجمعات وتعتبروها خروجا على ولي الأمر؟ لماذا الخروج الآن؟ فقط لصب الزيت على النار؟ اتقوا الله في أنفسكم وفي وطنكم وإياكم واللعب بسلاح الطائفية من أجل تكسب انتخابي رخيص.
«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج».
نسأل الله الفرج القريب بحل الأزمة بالحبيبة مملكة البحرين برضا الطرفين تحت راية آل خليفة الكرام.
اللهم أحفظ البحرين بحفظك وأصلح ذات بينهم وأجعلها دار أمن وأمان.

يوسف مبارك المباركي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك