تحقيق العدالة الاجتماعية، الديموقراطية، ثقافة الولاء.. مطالب يرى عمر الطبطبائي فيها استقرارا لدول الخليج ضد الأطماع الخارجية بهدف تصدير الثورة

زاوية الكتاب

كتب 1949 مشاهدات 0


 

الحبيبة البحرين


في هذه الأوضاع الحرجة لا يسعنا إلا أن نتكاتف وندعو الله: اللهم يا حي يا قيوم يا مجيب الدعوات يا من برحمتك كل شيء يهون أدعوك أن تحفظ البحرين وأهلها بحفظك ورعايتك ورحمتك، اللهم احرسها بعينك التي لا تنام، اللهم أعد إليها الأمن والأمان، اللهم احمها من شر الفتنة، اللهم أصلح قلوب أهلها ونواياهم، اللهم اهد نفوسهم وألف قلوبهم لما هو خير للبحرين، اللهم ارشدهم للصواب وسخرهم لخدمة الوطن، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
وقبل البدء بكتابة أي حرف عن الحبيبة ندعو الله بأن يبعد عنا جميعاً نار الطائفية وعواقبها ويهدي نفوس مشعليها.
يبدو أن رياح إرادة الشعوب التي بدأت في 2011 لم تستثن أحداً، فاليوم نراها تشد رحالها لمنطقة الخليج العربي لتعلن حملتها على الحبيبة البحرين الخليجية العربية ولكي نستكمل كتابة المقال يجب أن ندرك بأن متابعي أحداث الحبيبة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، متابع إنساني صرف، وإنساني مدرك، وطائفي صرف!
إن مطالب المعارضة الحقيقية الوطنية في البحرين مستحقة 100 في المئة ومع كل الاحترام والتقدير للجميع فمن عدم الانصاف نكرانها أو الوقوف ضدها لأنها حقوق انسانية وليست هبات من أحد فالحبيبة للجميع وليست ملكاً لعائلة واحدة، فعلى المواطنين جميعاً بما فيهم النظام واجبات ولهم حقوق تجاه الوطن وتجاه بعضهم البعض فمتى ما خل أحدهم بواجباته تبدأ الاضطرابات والتي قد تكون في غالب الأحيان (أي الاضطرابات) حقوق مستحقة نابعة من إرادة شعبية لا يستطيع كائن من كان قمعها!
كانت مطالب المعارضة الوطنية بسيطة ومستحقة تتلخص في حياة ديموقراطية عادلة متساوية لأبناء الشعب كافة لا فرق بين هذا وذاك، بالإضافة إلى تغيير رئيس مجلس وزراء البحرين لسوء إدارته، وأمور أخرى كثيرة، لكن وبصراحة شديدة ما أشعل فتيل الاحتقان هناك هو رفض جميع هذه المطالب من قبل النظام ما أدى إلى فسح المجال لمقتنصي الفرص الشرقية لتحقيق مآربهم ووضع سلم المطامع على ظهور المعارضة الصادقة، وتتبيلها بالزعفران الفارسي مطالبين تحويل المملكة البحرينية إلى نظام جمهوري، واسقاط نظام الحكم فيها أي إسقاط آل خليفة الكرام.
فاليوم تحول الصراع من داخلي إلى خارجي، من مطالب مستحقة وما زالت مستحقة، إلى تهديد كيان استقرار بلد خليجي عربي من أطماع خارجية بهدف تصدير الثورة بقيادة النظام الإيراني، ومخطئ من يظن أن لا علاقة لرياح الشرق بما يحدث اليوم في البحرين، ومخطئ أيضاً من يظن أن لا خطورة من قبل النظام الإيراني على منطقة الخليج «العربي» فخطورته قائمة إلى الأبد ما لم تستيقظ الأنظمة الخليجية من سباتها وتقوم بردع هذه المطامع من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية بين شعوبها، ومشاركتها في إدارة دولهم بالطرق الديموقراطية وزرع ثقافات عديدة أهمها ثقافة الولاء لتراب دول الخليج!
بعد كل هذا من غير المقبول اخلاء النظام الحاكم البحريني من المسؤولية وما آلت إليه ادارتهم للبلد، وعليهم عدم محاورة المعارضة الوطنية البحرينية بل تحقيق مطالبهم العادلة كافة، كما على المعارضة الحقيقية الالتفاف حول شرعية الحكم ونظام الحكم في هذه الأوضاع ضد الأطماع الخارجية، وضد أصحاب الولاءات الشرقية للنهوض من جديد بالحبيبة البحرين، فالذي يهتز اليوم هو كيان البلد واستقراره وإن لم يقبل النظام بتحقيق متطلبات الشعب البحريني عندها لن يستطيع عناده في إيقاف إرادة الشعوب!
وفي السياق نفسه لا يمكننا اليوم نكران اختطاف المعارضة الوطنية البحرينية من قبل النظام الإيراني، ولا يمكننا الاستماع من خلال الفضائيات والانترنت تحريض رموزهم على استقرار البحرين وحكامها دون تحريك ساكن، فمن غير المقبول أن ننتظر سقوط البحرين وحكامها ومن ثم يبدأ التحرك لتحريرها من براثن الأطماع الخارجية، فعندما سقطت دولة الكويت ونظامها الحاكم عام 1990 كنا لا نمانع حتى من دخول أي قوات لاسترجاع الأرض وحكامها فكفانا تكابرا ومزايدات لن تجدي بشيء.
دائرة مربعة:
المبادئ كالأشجار الباسقة، مهما انجلى الليل أو النهار تظل الشجرة شامخة بأغصانها، لكن تخيل عزيزي القارئ أن تلك الأشجار تحيط بمنزلك الجميل وفجأة اندلع حريق ومن الممكن أن يصل إلى منزلك عن طريق تلك الأشجار فمن البدهي أنك ستحاول اطفاء الحريق وإن لم تتمكن فلن تنفعك تلك الأشجار لذلك وجب اقتلاعها لحماية منزلك!

عمر الطبطبائي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك