'القبس' تطالب بأن نخرس أصوات الفتنة مع إرتفاع منسوب الطائفية بالكويت ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2011, 9:33 ص 2459 مشاهدات 0
قضية القبس اليوم
كفى لعباً بالنار!
إذا كانت المنطقة كلها، من محيطها حتى خليجها، تغلي، فرأس الحكمة هو أن نجنب وطننا الكويت آثار الغليان، ونبعده عن الخطر، ونصونه من أي تهديد.
لنرفع رأسنا قليلاً، وننظر إلى أبعد من أقدامنا، ولنقدم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والتافهة.
لنستشعر كم ان النار قابلة للتأجيج والانفجار، بسبب التمادي في الطرح الطائفي والتراشق المتصاعد بين بعض المحسوبين على سنّة الكويت أو شيعتها.
الارتفاع الهائل في منسوب الطائفية البشعة نلمسه في الكويت مع انفجار الأزمة في البحرين الشقيقة، مع انه الطريق الخطأ والخطير للمساهمة في معالجة مشاكل البلد الشقيق، ويؤدي في الوقت نفسه الى نقل رقعة المشاكل الى بلدنا.
نحن نسمع كلاماً، ونرى كتابات ونشاهد برامج، ظاهرها حرص وتضامن على هذه الفئة أو تلك، من اهل البحرين، بينما جوهرها طعن للبحرينيين كلهم ، كما هي طعن للكويت بكل فئاتها. والأخطر ان إثارة النعرات تنتشر بسرعة النار بين الشباب بواسطة وسائل الاتصالات الحديثة، التي يستخدمونها: رسائل نصية على الهواتف، وتويتر، وفيسبوك، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومع ازدياد الشحن يرتفع منسوب الغليان ويصل الخطر إلى درجة الانفجار!
ألم نتعظ بغيرنا من لعبة التطرف الغبية؟!
ألم ندرك اننا محكومون بالعيش معاً، بغض النظر عن عقائدنا وطوائفنا ومذاهبنا، في وطن واحد موحد، نهائي، هو الكويت التي كانت وستبقى إلى الأبد لجميع أبنائها، ترفض التمييز بينهم، أو تقسيمهم على أساس طائفي أو مذهبي؟!
إن شبح الطائفية إذا ما انفلت من القمقم فلن يكون أحد قادرا على الإمساك به. ولا نعرف إذا أصابنا هذا المرض أين سيتوقف، بل هو لا يتوقف مطلقاً قبل أن يحرق اليابس والأخضر!
التصدي لهذا الشحن الطائفي ووقفه الآن لا الانتظار الى الغد مسؤولية وطنية بامتياز تقع علينا جميعا، وأولنا الحكومة والنواب، الذين بينهم، للأسف، من لا يستحق شرف تمثيل الأمة، ومن جوفه ينطلق فحيح الطائفية والمذهبية، وهما لا رب لهما ولا دين. ومن المؤلم والمؤسف ان الحكومة لا تزال تقف موقف المتفرج على ما يجري، ولا تزال قراراتها حبيسة «سوف» من دون اتخاذ أي إجراء لردع الفتنة. ولا أحد يعرف ما الحكمة من الانتظار واللاقرار!!
يعزّ علينا ما يحصل في البحرين، وكلنا نسعى الى حل عادل يضمن للبحرين ونظامها الاستقرار ولشعبها التقدم والازدهار. لكن يستحيل ان نساعد البحرين اذا نظرنا الى شعبها فئات وطوائف، وانقسمنا في الكويت على هذا الأساس.
نحن معنيون جميعا في التصدي للمتعصبين، الطائفيين، المذهبيين، مثيري النعرات، مروجي الفتنة، فهؤلاء لا يهمهم الوطن بقدر ما تهمهم المصلحة الضيقة، والفكرة المتخلفة.
أما شعب الكويت بكل طوائفه ومذاهبه، فهو حريص على بلده، وعلى مستقبله.
ونحن، نقصد جميع الحريصين على الكويت ومستقبلها، لن ندع شياطين الفتنة تضحك علينا، لأننا نعرف جيداً أن القوى والأصوات المذهبية مختلفة في الشكل والاسم فقط، متطابقة في المضمون والجوهر، ويكمل بعضهم بعضاً دائما، وهذا يحيا بذاك، ولا يعيش طرف منهم من دون الآخر.
فلنخرس أصوات الفتنة.
تعليقات