ما حدث لمصر ليست ثورة شباب، بل انقلاب عسكري استغل حركة الشباب برأي سعد المعطش

زاوية الكتاب

كتب 1924 مشاهدات 0


سعد المعطش / رماح / ثورة الماء والحمامات

واهم من يظن أن ثورة 25 يناير التي أطلق عليها اسم ثورة الشباب هي من أسقطت نظام حسني مبارك وهو أمر لا يمت للحقيقة بصلة وسأثبت لكم الوهم الذي عاشه غالبية الوطن العربي ومن خلال تحليل بعض الأمور التي أرى أنها منطقية ويقبلها العقل البشري.
ما حدث في مصر لم يتعد كونه انقلابا عسكريا استغل حركة الشباب التي كانت تطالب بالإصلاح السياسي فمن غير المنطق أن يسمح العسكريون أن يكتب على آلياتهم العسكرية (يسقط مبارك) ولو أراد الجيش اخماد الثورة ودون إراقة نقطة دم واحدة لمنعوا وصول الماء والطعام للمتظاهرين ومنعوهم من قضاء حاجاتهم في دورات المياه وحينها أراهنكم أنكم لن تجدوا أحدا في ميدان التحرير وهذا ما يجعلنا نتساءل عن الذين كانوا يمدون الملايين بالماء والغذاء طوال تلك المدة.
هل تذكرون قصة هارون الرشيد حين عرض على بهلول المجنون أن يساعده فقال له بهلول ماذا تقول لو وصل بك الظمأ إلى درجة الموت وطلب منك أن تهب نصف ملكك للحصول على كأس ماء؟ فقال أهبه ولا أبالي، فقال له بهلول ولو حصر عنك قضاء حاجتك ووصلت إلى الموت وقيل لك لن نفك حصرك إلا بنصف ملكك؟ فقال هارون أفعل ولا أبالي، فقال بهلول لا خير في ملك نصفه شربة ماء والنصف الآخر قضاء حاجة، فما بالكم بناس بسطاء لديهم قناعة تامة أن «دخول الحمام مش زي خروجه».
الدليل الآخر على أهمية الإمداد، القصة التي حدثت مع الجنرال شوارسكوف حين شكره أحد القادة السياسيين على دوره في تحرير الكويت فأشار الجنرال إلى أحد القادة المرافقين له وقال عليك أن تشكر هذا الرجل فهو البطل الحقيقي للحرب وكان يقصد قائد الإمداد والتموين والذي وفر للجيش كل ما يحتاجه من إمدادات وذخيرة ومؤن.
كل ما أتمناه من الشباب العربي أن يوقن أنه غير قادر على تحريك أي نظام ما لم يكن هناك إمداد من الجيوش ولا يوجد دليل أكبر من الثورة في ليبيا التي كادت أن تفشل لولا تدخل الجيوش الأجنبية.
أدام الله من حرك عقله لفهم ما يدور حوله ولا دام من اعتمد على الآخرين ليفكروا نيابة عنه...

الآن - الراي

تعليقات

اكتب تعليقك