وضحة المضف تتمنى على الحكومة ان تتبنى أفكار عبدالله النفيسي بدلا من توني بلير 'فهمتوا كيف' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3253 مشاهدات 0



وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / الدكتور عبدالله النفيسي... «الآن فِهمت»!

 
عندما استضاف «ديوان الوحدة الوطنية- ديوان الزميل العزيز سعد المعطش» المفكر الكويتي السياسي الفذ الدكتور عبدالله النفيسي في الندوة المقامة تحت عنوان «تأملات في الحالة الكويتية»، حدث لغط كبير عندما طرح فكرة توحيد دول الخليج العربي في دولة واحدة، لضمان استقرار وبقاء الدول الصغرى «الكويت والامارات والبحرين وقطر»... والفكرة كانت مرتكزة على توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع، ليكون لدول الخليج الست وزير واحد لكل وزارة من تلك الوزارات تحت لواء دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يتم تدوير تلك المناصب كل عامين بين الدول الست مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي الخاص واستقرارها واستراتيجيتها ووضعها من دون أي مساس، تمهيدا لتنفيذ الخطوة الثانية وهي الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى، والفكرة مستوحاة من فكرة توحيد سفارات الدول الأوروبية بسفارة واحدة تمثل الاتحاد الأوروبي... وكان هدفه من ذلك التوحد اقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية، خصوصا ايران التي تريد النيل من دول الخليج خاصة أن دولنا مخترقة أمنيا ومنكشفة سياسيا، وتأكد ذلك بعد أحداث مملكة البحرين وتهديد ايران لحكام الخليج... وبناء على هذا الرأي الذي لم ينل حظه من التمحيص والتفاعل تعرض النفيسي لهجوم وناصبه البعض العداء ووقفوا له باحتراب غبي لتسميم وتشويه الفكرة، واتهم بأنه يدعو لوحدة اندماجية تحت قيادة المملكة العربية السعودية... وحقيقة استغربت هذا الاتهام والغلظة في الهجوم!
ان السفير الايراني المنشق عادل الأسدي أكد من منفاه في استوكهولم: «أن لدى ايران شبكة من الخلايا النائمة في الخليج قادرة على زعزعة الاستقرار اذا ما اقتضت مصالح طهران ذلك... وأضاف أن ايران لديها حضور سري في دول الخليج الست ودرجت على ارسال العملاء عبر بلد ثالث وهؤلاء العملاء، لا يدخلون ايران بجوازاتهم وانما يحمل كل شخص ورقة خاصة يدخل بها ايران، وعندما يرجع لبلده لا يظهر أنه كان في ايران وهذه المجموعات تظل تعمل كخلايا نائمة الى أن يطلب منها افتعال المشاكل...» وهنا يتضح وبشكل جلي الخطة الأميركية - الايرانية، التي دبرت في الظلام والهادفة الى تمكين ايران من دول الخليج وتسهيل الانقضاض عليها، بايجاد البديل من الداخل المدرب على أساليب زعزعة السلم الأهلي... وهذا بدا جليا بعد التدخل الايراني السافر في الشأن البحريني، مستغلين انشغال مصر بشأنها الداخلي... وفي موازاة هذه التطورات، نجد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بفطنته المعهودة يقفز بالسعودية الى الواجهة، لتتخذ دورها الرائد لتسد الفراغ في المنطقة، وتهب لنجدة مملكة البحرين، وترسل قوات درع الجزيرة بمشاركة بقية الدول الخليجية، لارسال رسالة واضحة بأن دول الخليج ليست لقمة سائغة كما يتوهم الطامعون... أما رسالتي فان الصمت على الجرائم الوطنية والقومية جريمة، ويكون هو والخيانة واحداً... فكل مواطن ومقيم يعيش على أرض الكويت الطاهرة ويدافع عن دول لها أطماع استعمارية في الكويت يعتبر خائناً ويجب أن يقدم للمحاكمة فورا.
باختصار أوجز... لقد آن الأوان أن نتحرر من أغلال الصراعات المحلية المملة، التي استهلكتنا وشغلتنا بالأمور الضيقة فلننظر للأمور بالمنظار الاستراتيجي العالمي الواسع، حتى نكون على قدر التحدي... وعلى الدولة الخليجية التحرر من حساسيتها التاريخية المفرطة والعمل على دراسة فكرة التوحد الخليجي التي طرحها الدكتور النفيسي بشكل عملي... فالتوحد هو الضمان الوحيد لدرء الأطماع الاستعمارية الفارسية... فالمخططات الخبيثة التي تحاك ضدنا تفوق الوصف فلنستعد لهدف غير معلوم المآل، قد يباغتنا ويبتلع دولنا على حين غرة وبعد فوات الأوان تقول الحكومات الخليجية «الآن فِهمت»، على طريقة بن علي الرئيس التونسي الأسبق.
*
نتمنى من الحكومة أن تتبنى أفكار الدكتور عبدالله النفيسي، بدلا من جلب توني بلير وملء جيبه بمليون دولار من ثرواتنا فالكويت تغص بالعقول المحلية الفذة «فهمتوا كيف»؟! 
 
 
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك