من فوض 'ثوابت الشيعة' التكلم بلسانهم والتهديد بالصدام مع الداخلية يتساءل خليل حيدر
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2011, 10:44 ص 3292 مشاهدات 0
'ثوابت الشيعة'
هل تبرر مثل هذه المطالب لـ «تجمع ثوابت الشيعة» مهما كانت درجة «حرمان» الشيعة في الكويت منها، ان تتوعد هذه المجموعة السياسية الحكومة، وان تهدد وزارة الداخلية الكويتية بالويل، ان لم تجد طريقها الى التنفيذ؟ هل يمكن لأي طائفة أو جماعة من المواطنين ان توجه الى حكومتها انذارا شديد اللهجة من هذا الطراز، مطالبة بتنفيذ مطالب وقضايا، وبحل مشاكل عالقة، على وجه السرعة وعلى الفور، وكأن مثل هذه المطالب والمطالب يمكن البت فيها بين يوم وليلة.
من فوّض هذا التجمع بأن يمثل شيعة الكويت، وان يصطدم باسمهم مع الحكومة، وان يهدد وزارة الداخلية بل وربما كل المجتمع الكويتي؟
لماذا كلما هدأ التوتر الطائفي في البلاد برزت فئة أو هيئة أو طلع علينا «ناشط سياسي»، ليشعله من جديد؟
ما مصلحة الشيعة في ان تتحول بعض قضايا الوقف الشيعي ومحتويات المناهج التعليمية وتراخيص المساجد، الى مشاكل محورية مفصلية، ينبغي على «ثوابت الشيعة» أو أي جماعة شيعية اخرى، ان تقاتل دونها بهذه الضراوة، بدلا من السعي للتفاهم حولها مع المسؤولين والعقلاء؟
بل قال بيان التجمع، «الوطن» 2011/3/8، «سنراقب تجمهر 3/8، وسنراقب كيفية تعامل وزارة الداخلية والحكومة معه، وذلك لمقارنته بأسلوب تعامل هذه الجهات اذا قام تجمهر مشابه للمطالبة بالحقوق الدستورية المنتقصة لشيعة الكويت».
الطريف في البيان الذي عدد مظالم الشيعة كما يراها التجمع، اشار على وجه الاستعجال الى اية «حقوق اخرى منتقصة»! وبهذا فتح الباب على مصراعيه للمزيد من «الثوابت»! مثل هذا التصعيد المطلبي لن يحقق اهدافه، ولو حققها فسيثير ضد الشيعة عواطف معادية وتذمرا طائفيا سيئا جدا للتفاهم الاجتماعي، كما انه تصعيد يبدو بوضوح متأثرا بنشاط التشيع السياسي في البحرين الشقيقة التي نتمنى لها السلام والاستقرار، واستعادة التفاهم الطائفي بين شعبها.
ان منهج التظاهر والاصطدام بالحكومة، وفرض بعض المطالب على الآخرين عن طريق التشهير والاحراج السياسي والمزايدة المذهبية، لهما عواقب سيئة وردود فعل سلبية، ولا يعقل للشيعة ان يجابهوا الحكومة بقائمة مطالب قابلة للنقاش والاخذ والرد، ثم يتوقعوا منها الموافقة الفورية في ساحة التظاهرات! والا لجأت فئات وشرائح المجتمع الكويتي وسائر القبائل والجماعات إلى مطالب من كل لون، بعد ان «راقبت جيدا تعامل الحكومة مع تجمهر 8 مارس»!
ان اهتمامنا بما نملك، كما يقول تولستوي، اقل بكثير من توقنا وتطلعنا لما لا نملك.
هكذا تتحرك الجماعات كذلك احيانا.. للاسف!
تعليقات