1000 زلزال تعرضت له الكويت منذ عام 1997
محليات وبرلمانمارس 16, 2011, 11:31 ص 5604 مشاهدات 0
كشف المشرف العام على الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور عبدالله العنزي أن الشبكة رصدت نحو 1000 زلزال داخل دولة الكويت بقوة تراوحت بين درجة واحدة و4ر3 درجة وذلك منذ انشاء الشبكة في عام 1997 وحتى الان.
واكد العنزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان دولة الكويت آمنة وبعيدة عن موقع ودائرة الزلزال الذي ضرب اليابان اخيرا حيث يبعد مركز الزلزال مسافة 8440 كيلومترا عن مدينة الكويت.
وقال ان الزلزال الذي ضرب اليابان وقع على عمق 24 كيلومترا من باطن الأرض اما مركز الزلزال فكان في شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو ويبعد عنها مسافة 373 كيلومترا وقد استغرقت الموجات السيزمية الناتجة عن هذا الزلزال 705 ثوان لتصل الى محطات الشبكة الوطنية لرصد الزلازل.
وبسؤاله هل تقع الكويت في حزام الزلازل وما مدى تأثرها بما يحدث من هزات ارضية اجاب العنزي ان الزلازل تتركز في شبه الجزيرة العربية على امتداد حدود منطقة التصادم القاري بين الصفيحة العربية والصفيحة الأسيوأوروبية والافريقية والهندية فهي تتمركز في ايران وتركيا من ناحية الشرق والشمال الشرقي والبحر الأحمر والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي وصدع البحر الميت التحولي شمالا والمحيط الهندي جنوبا مبينا ان جود دولة الكويت ضمن الصفيحة العربية يجعلها عرضة بان تتأثر بالزلازل داخل أراضيها.
وذكر انه بالرغم من أن الوثائق التاريخية (قبل عام 1900م) لا تذكر أي زلازل قوية حدثت داخل دولة الكويت الا أنه بعد توفير أجهزة رصد الزلازل سجلت شبكات الزلازل الاقليمية والمراكز الدولية عددا قليلا من الزلازل متوسطة القوة داخل الكويت منذ عام 1931 أهمها زلزال منطقة المناقيش بالقرب من الحدود مع السعودية ووقع في الثاني من يونيو 1993 وبلغت قوته 4ر8 درجة.
وأضاف العنزي انه بعد انشاء الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل في العام 1997 سجلت الشبكة عددا كبيرا من الزلازل داخل الكويت وبالقرب من حدودها والغالبية العظمى منها تحدث بقوة أقل من 3ر0 وعدد قليل بقوة أكبر من ذلك.
وقال ان من أهم الزلازل التي ضربت أرض الكويت بعد انشاء الشبكة زلزال منطقة المناقيش والذي وقع في مساء يوم 31 ديسمبر 1997م بمنطقة المناقيش وبلغت قوته 3ر4 درجة بمقياس ريختر وآخر في 17 أغسطس عام 2007 بنفس القوة وقد شعر بها الكثير من المواطنين والمقيمين.
واوضح ان هذا لا يعني دخول الكويت حزام الزلازل انما أقرب حزام للزلازل للكويت هو حزام زاجروس وهو جزء من حزام طويل يمتد من جبال زاجروس في جنوب وغرب ايران الى جبال (طوروس) في جنوب تركيا ثم يتحرك من تركيا الى قبرص واليونان ويتحرك من اليونان الى جبال الأطلس في شمال أفريقيا ولكن الذي يعلم طبيعة العنف الحركي الذي تتعرض له الأرض في جوفها يستطيع أن يقول أنه لا توجد منطقة من الأرض غير معرضه لامكانية حدوث الزلازل فيها.
واضاف ان الشبكة سجلت منذ تشغيلها في مارس عام 1997 وحتى تاريخه ما يقرب من 1000 زلزال داخل دولة الكويت بقوة ما بين درجة واحدة الى قوة 4ر3 درجة وعلى أعماق ما بين مئات الأمطار وحتى 25 كيلومترا.
وأشار الى وصول عدد الزلازل التي شعر بها المواطنون والتي زادت قوتها عن 3ر0 درجة الى 11 زلزالا كان أقواها الذي حدث مرتين الأولى في ديسمبر عام 1997 والثانية في أغسطس عام 2007.
وأكد العنزي تصميم الشبكة الوطنية الكويتية للرصد الزلزالي بأحدث التقنيات العالمية في مجال رصد الزلازل بحيث تحقق الأهداف المرجوة من إنشائها كتسجيل ومتابعة النشاط الزلزالي داخل الكويت والمناطق المجاورة لها.
ولفت الى قيام الشبكة باجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالنشاط الزلزالي في دولة الكويت وما يجاورها ودعم الدراسات الجيوفيزيقية والاشائية للمناطق الآهلة بالسكان والمناطق ذات الأهمية الصناعية والاقتصادية والاستراتيجية في الدولة وتصنيف مناطق الدولة من حيث النشاط الزلزالي المسجل فيها ومدى تكرار الزلازل خصوصا القوية منها وذلك لتحديد الأخطار المحتملة عند وقوع الزلازل فيها.
وقال ان المركز الرئيسي للشبكة يقع في ادارة البيئة والتنمية الحضرية بمقر معهد الكويت للأبحاث العلمية بالشويخ حيث يتم استقبال البيانات الصادرة لاسلكيا من جميع المحطات وذلك من خلال برج الاتصالات المركزي المقام أعلى مبنى المعهد ويتم فصل وتسجيل البيانات الرقمية لكل مركبة من المحطات الحقلية المختلفة بشكل مستمر باستعمال حواسب آلية ذات مواصفات خاصة.
وافاد بان الشبكة تقوم بتسليط الضوء على طبيعة قشرة الأرض السطحية بدولة الكويت وما تحدثه من تغيرات جوهرية في تضخيم الموجات السيزمية (الزلزالية) ومن ثم التعاون مع الجهات ذات الصلة لتفادي مخاطر تلك الظاهرة على المنشآت والمباني بدولة الكويت وبناء على تلك الدراسات والأبحاث تقوم الشبكة بتقديم استشارات علمية لكثير من المشاريع القائمة والمستقبلية في البلاد. وعلى الصعيد الدولي اشار العنزي الى عقد بعض الاتفاقات الدولية بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وبعض دول الجوار مثل عمان والإمارات للتعاون في مجال الزلازل تمهيدا لإجراء بحوث مشتركة في هذا المجال اضافة الى سعي الشبكة منذ انشائها على التعاون العلمي مع بعض دول العالم مثل مصر وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج في مجال الزلازل كما قام المعهد بعقد مؤتمر عن الزلازل في عام 2007 حضره لفيف من علماء الزلازل من مختلف دول العالم. واكد ان احتمال حصول زلزال في المستقبل يستند الى علم احتمالي ولا يمكن من خلال بعض العوامل تحديد لحظة أو ساعة حدوث الزلزال ولكن الامر يندرج تحت علم التوقع وليس علم التنبؤ حيث أن عامل الزمن غير محدد ولا يعلم لحظة حدوثه بالضبط الا الله سبحانه وتعالى حيث لا يوجد حتى الآن جهاز أو أسلوب علمي للتنبؤ بحدوث زلزال.
وقال 'يمكننا القول بان هناك بعض الظواهر الطبيعية تحدث قبل وقوع الزلزال بفترة قصيرة مثل تغير في نسب بعض الغازات في الجو كما يحدث ارتفاع أو انخفاض في مستوى مياه الآبار الجوفية وملاحظة اختلاف في المقاومة الكهربية للصخور وقد لوحظ تغير في سلوك بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط والثعابين والقرود والخيول وكذلك بعض الأسماك قبل حدوث الزلازل بفترة وجيزة ومع ذلك أحيانا تحدث الزلازل بدون ملاحظة هذه التغيرات السابقة'.
واضاف 'الزلازل المصاحبة للبراكين تعتبر حالة خاصة حيث ان البراكين تنذر قبل حدوثها وفي هذه الحالة يمكننا التوقع بحدوث بعض الهزات الأرضية المصاحبة للبركان اما الخسائر الناتجة عن أي زلزال فلا تتعلق فقط بقوته وانما بعوامل عديدة منها مكان حدوثه ومدى قربه من المناطق السكنية ومدى جاهزية المباني والمنشآت لمقاومته وثقافة الناس عن الزلازل والطبيعة الجيولوجية للبيئة المحيطة بالزلزال ووقت حدوثه والوقت الزمني لاستمراره'. وبين ان مقاومة المباني والمنشآت هي خط الدفاع الأول في الوقاية من مخاطر الزلازل ولتقوية هذا الخط الدفاعي لا بد من عمل دراسات متكاملة تربط بين علوم الهندسة المدنية وعلوم الجيوفيزياء والتي منها علم الزلازل ومن هنا نشأ ما يسمى بعلم هندسة الزلازل لتصميم منشآت قادرة على تحمل الحركات الزلزالية دون حدوث أي خلل في مكوناتها.
تعليقات