دموع البراك دموع تماسيح والخطيب ارتكب خطيئة بمشاركته باعتصام الشباب كما يرى سعود السمكة دون تسميتهما
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2011, 9:03 ص 3856 مشاهدات 0
كنا طلبة صغاراً في بداية المرحلة الثانوية، حين بدأنا نفتح أعيننا على الطرح السياسي المسؤول، حين حقنت ضمائرنا بمصل الحقيقة الوطنية.. نحن الجيل الذي دخل بوابة مؤسسة الدولة الجديدة بعد نيلها الاستقلال ودخولها بأول عملية انتخابية لصياغة نظامها الجديد المنبثق من دستور مكتوب.
منذ ذلك اليوم بدأت انطلاقتنا معك يا سيدي كقائد ومعلم لأصول العمل الوطني، تعلمنا منك ان الوطن قضية يجب ان تكون في محراب الضمير، وان يكون العمل من اجلها مجردا من كل غاية وهوى، نحب من يحبها، ونكره من يكرهها، قضية ينبغي ان يكرس لها سعينا وعملنا ودعاؤنا، لم تجرفنا المناصب، ولم يغرنا المال، لم نضعف حين تشتد علينا الهجمة، ولم نلن خوفا من سلطة، أو ننهزم أمام جاه.
لقد كنا حزمة متقدة من شباب تشتعل ضمائرهم حماسا للكويت نسير خلفك، منا من تعرفه عن قرب ومنا من لم تتعرف اليه الا بعد حين ككاتب هذه السطور، منا من لا يزال يحمل جمرة الكفاح من اجل وطن عادل يتساوى اهله جميعا امام القانون ولا يسود فيه حكم النظام الذي خطه المؤسسون وانت منهم، ومنا من قضى نحبه لكنهم احياء بأعمالهم وذكراهم الوطنية الخالدة كنجوم تتلألأ في سماء الوطن تغرف من نورها الأجيال.
صادفنا نجاحات واخفاقات، فأما النجاحات فلم تدخل في نفوسنا الغرور، وأما الاخفاقات فقد كانت مدعاة لمزيد من الاصرار وبذل الجهد لمزيد من العمل.
في مثل هذه المسيرة الصادقة استطاعت الكويت ان تعبر محيطا من الأزمات والصعاب وحققت نجاحات خيالية، نسبة الى تواضع حجمها الجغرافي وتعداد سكانها، نجاحات ما كان لها ان تتحقق لولا صدق النوايا ووضوح الرؤيا واخلاص العمل.
نحن الجيل الذي تعلم على أيديكم يا سيدي معنى المعارضة الوطنية المبنية اولا واخيرا على الحب والاخلاص للوطن، نحن الجيل الذي كان بمثابة القواعد التي كنتم تتكئون عليها وانتم تقومون ببناء هيكل الديموقراطية، وكنا نحن القواعد وانتم في القيادة نتطلع جميعا لليوم الذي نرى فيه الكويت وقد نجحت في ترسيخ المعنى الحقيقي لدولة الديموقراطية، دولة المؤسسات والعدالة، دولة التنمية المستدامة.
لقد تعرضت المعارضة الى كثير من الاخفاقات والمعوقات، منها ما هو بسبب افعال السلطة، ومنها بسبب تعثر ذاتي، لكنها لم تتوقف، وان ضعفت بشكل كبير لكنها لم تمت رغم كل اساليب الحرب التي تعرضت لها من قبل السلطة آنذاك.
اليوم يا سيدي أشاهد وبوضوح كأحد تلامذتك وافتخر بذلك، ان راية العمل الوطني التي تأسست تحت راية الصدق والافتخار ونكران الذات تتعرض للاختطاف، والمؤلم فيها يا سيدي انك غدوت وبكل اسف تتعاطف مع الخاطفين الذين رضعوا من لبن الانتهازية كامل الدسم!.. وإلا بالله عليك يا سيدي ما الذي يجمعك مع عناصر معادية من الاساس للدولة المدنية.. معادية لشيء اسمه دستور.. معادية لكل أشكال الحرية والحقوق المدنية وهي القوى الدينية بشتى مسمياتها؟!.. وكيف لك وأنت الذي تعلمنا على يده أهمية احترام النظام وضرورة طاعة القانون.. ان تضع يدك بيد من عمل على خرق قانون الانتخاب، حيث أصبح نائبا من خلال انتخابات فرعية، أي بعضوية مضروبة؟!
لا.. يا سيدي ليس منطقيا أو مقبولا ان تتعاطف أو أن تشارك مع هذه الظاهرة السبة في تاريخ الكويت، فأنت ابن لمرحلة خالدة في سياق التاريخ الكويتي وهي من أجمل المراحل وأكثرها حيوية ونضالا.. فليس أنت الذي يشارك مع مثل هذه الظاهرة التي تتكسب على الكذب والتدليس والابتزاز والاصطفاف الطبقي وامتهان الشغب للبروز.. وكأنك توحي بأن هذه الظاهرة هي امتداد للعمل الوطني الذي قمتم به وصحبكم الكرام!
لا يا سيدي إن مشاركتك مع هذه الظاهرة السبة هي خطيئة الخطايا ليس فقط بحق البلد.. بل بحق مؤسسي الدولة الدستورية الأمير عبدالله السالم وزملائك صناع الدستور، ولنا نحن الجيل الذي كان رافدا لكم تستمدون منه نشاطكم وشرعيتكم في الحراك السياسي.
أرجو ان تكون تلك المشاركات عن حسن نية وليس قرارا.. بل أتمنى عليك وعلى كل مخلص أن يعمل على تعرية مثل هذه الظاهرة السبة ليتم عزلها عن سياق العمل الوطني، لأن هذا العمل بحد ذاته عمل وطني غاية في الرقي، ليكون مقدمة لانطلاقة جديدة لخدمة الكويت على النحو الصحيح.
* * *
• آخر العمود
وسقطت دموع التماسيح من عيون الضمير الخاوي!!
سعود السمكه
تعليقات