عن دموع مسلم البراك، عندما يبكي ويدمع يبكينا ويدمعنا، يكتب عبدالله المسفر ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3233 مشاهدات 0


دموع زعيم؟!
عبدالله المسفر


ما شاهدناه في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة ليس مشهداً من مسلسل تراجيدي مأساوي وطني، ولا هو جزء في رواية كتبها نجيب محفوظ أو يوسف إدريس، إنما هو حقيقة تحدث في الكويت «تعذيب يفضي إلى قتل».

وما شاهدناه في هذه الجلسة يثبت أيضا أن هذه الأمة فيها زعيم شعبي من نوع فريد تتوافر فيه المواصفات الحقيقية للزعيم، وهي أن يكون محبوباً مهاباً في بلده، عندما يتحدث يسمع له كل الناس، لا يخشى في الله لومة لائم، دائماً ما يسبق الآخرين إلى اكتشاف الحقائق ودائما ما يتصدى لكل ظلم وعدوان... قائد في كل الأحوال.

وإذا ما نظرنا إلى فرسان هذا الزمن نجد بينهم فارساً لا يضاهيه آخر؛ صلبا، رقيق المشاعر، عنيدا في الحق، متسامحا، لا يسعى إلى مصلحة خاصة، ويؤلمه ألم الآخرين ربما أكثر منهم.

أنا هنا لا أتحدث كمفتون بشخص أو متحيز له دون مبرر، لكنني أتحدث عن واقع يفرضه علينا النائب مسلم البراك الذي أدمعنا ونحن نراه يبكي الشهيد الميموني، والذي أدمع زملاءه بمن فيهم من يهاجمونه، وربما في بعض الأحيان يتطاولون عليه.

مسلم البراك... زعيم شعبي بامتياز رغماً عن كل من يكرهه أو يحسده أو يغار منه، فهذا الرجل يثبت لنا يوماً بعد يوم أنه يستحق أن يكون الأول على الكويت أصواتاً وصوتاً، ويرغم الجميع على احترامه، صحيح أن البراك يصرخ ويعلو صوته، ولكن ذلك في الحق، وفي وقت الألم والعواطف والمشاعر نجده بقلب طفل رقيق لا يتحمل فيدمع ويدمعنا.

دموع مسلم البراك في جلسة المجلس الأخيرة كانت أقوى من الصراخ والصياح، عبرت بصدق عمّا نعانيه من بطش بعض قيادات الداخلية وأفرادها الذين قامت الحكومة، في خطوة محمودة، بإيقافهم والتحقيق معهم، ونتمنى أن يكون هناك قصاص عادل على كل من بطش واستبد حتى تهدأ سريرتنا، وحتى تبرد دماء الشهيد الميموني، وتهدأ صدور أهله.

في الكويت زعماء شعبيون كبار مخضرمون كأحمد السعدون وأحمد الخطيب وجاسم القطامي، ولكن في الكويت أيضا زعيم من نوع فريد ينتمي إلى جيل أصغر عمراً لكنه ليس أقل قدراً اسمه مسلم البراك.

مسلم البراك رمز كالرموز الكويتيين الأصلاء الكبار السابقة أسماؤهم، صراخه كما يقول على قدر الألم، وبكاؤه على قدر المصاب الجلل، كان منذ بدايته وعهده بالسياسة متحيزاً للحق في قضايا «البدون» والمعوقين والمال العام والمواطن البسيط، وها هو يتحيز إلى مواطن مغدور بطشت به يد السلطة العمياء والقلوب المتحجرة.

مسلم البراك بالفعل ضمير الأمة وصوت الشعب؛ عندما يتحدث يسمع ويصمت الجميع، وعندما يبكي ويدمع يبكينا ويدمعنا، بكاؤه ليس ضعفاً إنما هو القوة عندما تتجسد في ذروتها، فهنيئا لنا بهكذا رموز وهكذا زعماء للشعب... وتحية من الأعماق لمسلم البراك.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك