عبدالعزيز التويجري يرى أن فكرة توزيع البطيخ 'حلوة' ويجزم بأن معظم المتظاهرين سيعاودون انتخاب 'نائب البطيخ'
زاوية الكتابكتب مارس 11, 2011, 4:46 ص 1808 مشاهدات 0
«عقلية البطيخ»!
كتب عبدالعزيز التويجري :
ينقسم الرأي العام العربي اليوم إلى قسمين: أحدهما يؤيد عملية استنساخ الثورات وتطبيق نموذج واحد منها على الجميع، كالنموذج التونسي مثلا، وقسم آخر يرى أن لكل حالة عربية خصوصيتها التي لا تلتقي مع غيرها إلا في حدود ضيقة.
ولكن بالمقابل، هناك رأي ثالث لم يظهر كغيره، وهو أن هناك دولا لا تحتاج الى كل هذا العمل، بسبب مؤسساتها المدنية، وبالتالي فما يحدث فيها هو من باب «الموضة» ليس إلا!
بداية، وحتى لا يظن أحد بأن هذا الكلام من باب مصادرة الحريات، أقول، من حق أي شعب أن يعبر عن متطلباته إن كانت له متطلبات، وأن ينتزع حقوقه إن سُلبت، ولكن هذا يحصل غالبا في البلاد التي تفتقر الى وجود قنوات تعبير دستورية ومتاحة على الآخر، وكي لا أذهب بعيداً، فأنا أتكلم عن حالتنا الخاصة في الكويت، فلا ننكر أن هناك الكثير من المتطلبات، ولكن بالمقابل هناك الكثير من وسائل التعبير والاحتجاج الديموقراطية المحمية بموجب قوانين واضحة لا أحد يمكنه تجاهلها من قبل القضاء، ولكن للأسف يتم تجاهلها من قبل الذين شرعوها، ولنأت. بمثال على ذلك، فحين يعترض نواب على رئيس الوزراء، او على وزير، أليس البرلمان هو الفيصل في بقاء هؤلاء أو رحيلهم؟ أليس التصويت من قبل النواب هو الحد الفاصل بين المعترضين والمعترض عليهم؟ وبما لا يدعو إلى الشك، فالإجابة هي «نعم»، وقد سبق أن عُقدت جلسات طرح ثقة، واستجوابات، أصلا الاستجوابات أكثر من القرارات الحيوية في المجلس، حسنا.. ولما كان الأمر كذلك فلماذا إذاً يلجأون إلى الشارع؟
لا نريد أن نتحدث عن النوايا، ولا عن الطموح الذي يريده هؤلاء من الخروج الى الشارع، ولكن ببساطة هناك ما يمكن أن أسميه بأصحاب «عقلية الفوضى»، وهؤلاء الذين لا يجدون أنفسهم إلا إذا صرخوا وأحدثوا الضجيج من حولهم، علما بأنهم لو نظّموا أنفسهم جيدا داخل البرلمان ونسّقوا طاقاتهم واستثمروها بشكل جيد، لحققوا أضعاف ما يمكن تحقيقه مما لو خرجوا إلى الشارع.
الأمر الآخر، فإن طريقة الاحتجاج التي اعتمدها المتظاهرون والمتمثلة في توزيع البطيخ على النواب الذين لم يعملوا، وبالمقابل توزيع الورد على الذين عملوا، يمكن اعتبارها حلوة على سبيل «النكتة»، أما على أرض الواقع، فأجزم أن معظم هؤلاء المتظاهرين هم الذين سيعاودون انتخاب «نائب البطيخ» مرة أخرى في ما لو رشح نفسه من جديد، والتجربة خير برهان على عودة النواب الذين يدخلون المجلس مرات كثيرة، ليس على سبيل الكفاءة، بل وفق اعتبارات فئوية ضيقة جدا لاتزال قائمة الى ان تتطور العقلية وتتحول من عقلية فوضى الى عقلية مدنية تؤمن بالمؤسسات المدنية كحل يوحّد البلاد ويخلّصها من نزعاتها، وهذا ما يجب ان نقول له «كافي».
***
• ومضة:
حكومتنا ليست ملائكة بكل الاحوال، ولكن ايضا ليس المطلوب منها أن «تلقمنا» الطعام ونحن ممددون على السرير!
عبدالعزيز التويجري
تعليقات