سلطان العنزي يسأل القراء: تفكر كيف ستجيب الرب عز وجل يوم القيامة حين يسألك عن دورك في تخفيف معاناة البدون ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2030 مشاهدات 0


ستكون عندما يتجنس البدون؟ 
 
الجمعة 11 مارس 2011 - الأنباء
 
 

من يظن أن قضية البدون ستظل عالقة للأبد، هو إما مخطئ أو مكابر، فالتاريخ مليء بأحداث مماثلة تسعى فيه فئة مهضومة إلى نيل حقوقها، ومهما طالت المدة ومهما تعقدت الأمور، سيأتي يوم تشرق فيه شمس العدالة ويمنح كل ذي حق حقه، وأنا لا أتكلم عن كل مقيم في الكويت بصورة غير قانونية، بل أتكلم عمن استحقوا الجنسية سواء من أبناء الكويتيات أو من يحملون إحصاء 1965 أو أبناء من قضوا عمرهم في خدمة الوطن الخدمة الحقيقية، ليس بتقديم الأغاني أو المسلسلات، بل بالاستشهاد في سبيل الدفاع عن تراب الكويت أو بالتفاني في خدمة هذه الأرض الطيبة، سيأتي يوم يتجنس من سبق ذكرهم، بل سيأتي يوم يطرح فيه برنامج لنيل الجنسية الكويتية بقضاء سنين محددة في الكويت، وحيازة شهادة علمية عالية وغيرها من الشروط المنطقية. وحين يأتي هذا اليوم، اسأل نفسك، خصوصا إن كنت من الشخصيات العامة ككاتب أو مذيع أو سياسي، أين ستكون؟ كيف سيصفك التاريخ؟ هل ستكون ممن وقف إلى صف الحق؟ هل ستكون ممن طالب مرارا وتكرارا بحل القضية ومنح المستحقين الجنسية الكويتية؟ أم ستكون ممن وقف ضدهم؟ هل ستكون ممن نصب العنصرية والطائفية والفئوية أمام عينيه فأعمى بها قلبه وعقله عن حال البدون؟
ستحل هذه القضية، وسيأتي يوم يبث فيه فيلم وثائقي حول الموضوع. وسيتم فيه ذكرك وذكر أفعالك وأقوالك. يا ترى ماذا سيقول معلق الفيلم عنك؟ هل سيقول «وبينما استمرت مشكلة البدون بالغرق في قعر بحر مظلم انبرى فلان وبدأ حملة إنسانية وطنية إسلامية للدفاع عن حقوق فئة مهضومة تجاوزت 100 ألف نسمة»؟ أم هل سيقول عنك «وبينما اتفق أغلب الشعب من حكومة ونواب ومواطنين على ضرورة حل مشكلة البدون ومنح الجنسية للفئات المستحقة، استمر فلان في معارضته للقانون واصفا البدون بأنهم لا ولاء لهم ويجب طردهم؟ في أي الفئتين ستكون؟

إذا تمعنت عزيزي القارئ في أي قضية اجتماعية لفئة مهضومة نالت حقوقها، فستجد أن هناك من وقف ضدها واستمر في محاربتها حتى حين اقتنع الجميع بحق هذه الفئة، لو قرأت التاريخ العالمي لوجدت قصصا كثيرة كهذه، فلو قرأت ما قاله المعارضون لمنح أبناء المهاجرين الصينيين حق التجنيس في الولايات المتحدة لأن «منظرهم كان غريبا للمهاجرين من أصل أوروبي» أو ما قاله المعارضون لمنح الاميركيين من أصل أفريقي حق التصويت «لأنهم مخلوقات لا تمتلك أرواحا»، لاستغربت من صدور مثل هذه الخرافات من مسؤولين وسياسيين وكتاب وناشطين في ذلك الوقت. ولو قرأت في تاريخنا الحديث عن معارضة البعض إعطاء حق الترشيح والانتخاب للمرأة، لوجدت بعض من عارض هذه الحقوق يعضّ أصابعه من الندم على ما قاله.

الباب مازال مفتوحا لمعارضي منح البدون حقوقهم بمراجعة آرائهم. نكرر أننا لا نتكلم عن كل شخص يدعي أنه «بدون» ولكننا وبكل تأكيد نتكلم عن كثير منهم ممن يستحقون الجنسية الكويتية، يا من تعارض منح أبناء الشهداء أو أبناء الكويتيات أو حملة إحصاء 1965 أو كل فرد أفنى عمره في خدمة وطننا، احذر مما تقوله فالتقنية الحديثة سهلت عملية حفظ الفيديوهات والمقالات، فإن استمررت على منوالك، فسيأتي يوم تجد فيه نفسك في فيلم وثائقي تمثل فيه دور الشرير.

كما أود منك عزيزي القارئ أن تفكر كيف ستجيب الرب عز وجل يوم القيامة حين يسألك عن دورك في تخفيف معاناة البدون، فهل حرصت على مساعدة إخوانك المسلمين ولو بكلمة طيبة؟ أم وقفت حجر عثرة في طريق إقرار حقوقهم؟ وتأمل قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». والله ولي التوفيق.

سلطان العنزي

 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك