د. وائل الحساوي يصف اعتصام السور الخامس وكافي ونريد ب 'لعب العيال''!!

زاوية الكتاب

كتب 2069 مشاهدات 0


لعب عيال!!

لست ألوم «مجموعة السور الخامس» التي لا ندري من أين خرجت علينا ولا «مجموعة كفاية» ولا «مجموعة كفى» ولا غيرها ممن يعتقدون بأن السبيل الوحيد لإسماع صوتهم وفرض رأيهم هو في إسقاط الحكومة، لكني ألوم نواب المجلس الذين ائتمنهم الشعب على البلاد والذين لا يسمعون عن صيحة إلا هرولوا وراءها ولا يرون غبارا إلا دخلوا فيه، فهم قد بينوا بأنهم لن ينظموا مسيرة واعتصام يوم الغضب الشعبي (8 مارس)، لكنهم مضطرون للمشاركة فيه اذا تمت دعوتهم.
على من تضحكون يا سادة يا كرام؟! ألا تعلمون بأنكم بذلك تثبتون فشلكم في مهمتكم الرئيسية التي انتخبكم الشعب من أجلها، وتخونون القسم الذي أقسمتهم عليه وتثبتون بأنكم عاجزون عن إقناع الشعب بمطالبكم بالطريقة الدستورية ومن خلال المجلس فتلجأون الى الفوضى والتحريض؟!
وأتعجب من بعض النواب الذين يطلون علينا ليخبرونا بأن تظاهرهم ليس لتغيير النظام ولكنه لتغيير الحكومة ورئيس الوزراء، ودعونا نناقشكم بالمنطق:
أولا: النظام الذي تدعون بأنكم تحترمونه وتحافظون عليه، ألا يضع حق تغيير رئيس مجلس الوزراء والتعديل الحكومي بيد سمو أمير البلاد؟! اذاً أي احترام تتكلمون عنه؟! بل وقد أتاح لكم النظام - الدستور - بأن تسعوا لإقرار عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء اذا استطعتم الحصول على الأصوات الكافية في المجلس دون حساب آراء الوزراء.
ثانيا: دعوة الحركة الدستورية الاسلامية الى إجراء تعديلات جذرية في النظام من اجل اصلاح شامل هي الخطوة الصحيحة للإصلاح وليس استبدال وزير بآخر او رئيس وزراء بآخر فلماذا لا يتم التحرك على أساس إقناع الناس بتلك التعديلات الجذرية بدلا من الغوغائية في النزول الى الشارع لإجبار الحكومة على الاستقالة؟!
وما يدريكم ألا تكون الحكومة المقبلة أسوأ من تلك التي أسقطتموها؟!
ثالثا: ألا ترون من حولكم كيف تتحول المظاهرات السلمية والاعتصامات الى عواصف مدمّرة ولاسيما اذا اندس فيها من يهدف الى التخريب وزعزعة الامن، ولاسيما اذا وقعت بعض المصادمات وسالت الدماء، فهل تضمنون ألا يحدث ذلك؟!
رابعا: ماذا اذا قام البدون بالتظاهر والمطالبون بزيادة الاجور بالتظاهر والعمال بالتظاهر، فهل تستطيعون منعهم وأنتم تفعلون الشيء نفسه؟! بل ماذا لو قامت مجاميع مؤيدة للنظام بالتظاهر ردا على المعارضين ثم حصل بينهما مالا تحمد عقباه، فهل سندرك بعدها خطورة ذلك المسلك؟!
خامسا: أتعجب من سياسة (تمسكن إلى أن تمكّن) التي يمارسها هؤلاء النواب، فقد كانوا قبل أيام يكيلون المدح للنظام ويحمدون الله على نعم الخالق علينا والامن والامان والعلاقة الفريدة بين الحاكم والمحكوم، ثم فجأة هم ينقلبون على أعقابهم ويبدأون ببث الفوضى وتحريض الناس، فهل هذه هي الوطنية التي تغنيتم بها؟!
كم مريد للخير لم يبلغه
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه «البداية والنهاية»: «إن قال قائل كيف قتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة وفيها جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم؟ فالجواب من وجوه منها ان هؤلاء الاحزاب لم يكونوا يحاولون قتله عينا، بل طالبوا منه احدى ثلاثة أمور... وأما القتل فما كان يظن احد ان يقع، ثم ان الخوارج جميعا قد ندموا على قتله» وانفتح باب للفتنة لن يغلق الى يوم القيامة، وهكذا الفتن تبدأ شرارة صغيرة ثم تصبح نارا مضطرمة لا يقوى على إخمادها أحد.


د. وائل الحساوي

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك