مرة أخرى 'للخطايا ثمن ' يعود لواجهة الأحداث باحتمالات عرضه قريبا على ، MBCوحسن الأنصارى ينصح الابراهيم إلا يدفع ثمنه

زاوية الكتاب

كتب 434 مشاهدات 0



لا تدفع ثمن الخطايا يا شيخ
حسن محمد الانصاري 

 
خلال تصفحي الموقع الالكتروني لاحدى القنوات التلفزيونية العربية قرأت تصريحا للشيخ وليد الإبراهيم رئيس مجلس ادارة مجموعة MBC حيث ذكر ان المسلسل التلفزيوني السيئ الذكر «للخطايا ثمن» يخضع لرقابة المجموعة وقد يصار الى بثه على شاشة MBC قريبا، كما أضاف: «ان الأعمال الدرامية في العالم العربي تمر بمرحلة مهمة وجريئة في العرض والتقديم والمعالجة». المعروف ان المسلسل منع من البث خلال شهر رمضان الماضي لما يحمل من إساءة لمسألة زواج المتعة بأسلوب غير واقعي، بل كان بعيدا عن الواقع حيث تمت مقارنة زواج المتعة بالزنا والأسوأ من ذلك أيضا هو ان حلقات المسلسل تدور حول واقع الشباب الذين لا يمارسون وقد لا يعرفون مفهوم زواج المتعة او «الزواج المؤقت». وقبل ان أبين جوانب الاساءة لا أدري لماذا تخرج علينا المحطات التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك بهذه المسلسلات الهابطة الرديئة التي تسيء وتلحق الضرر بالمجتمع الخليجي أكثر من ان تعالج بعض الجوانب المنحرفة فيه، وهل نحن فعلا بحاجة لهذه المسلسلات لكي تعالج مشاكلنا؟! أي هل تخلت الحكومات في دول الخليج عن وضع الأسس العلمية لمعالجة السلوكيات المنحرفة في المجتمع وأصبح العلاج فقط من خلال هذه المسلسلات الرخيصة؟!. وهل تخضع هذه المسلسلات للرقابة من قبل المتخصصين في علم النفس والاجتماع؟!

اما جوانب الاساءة فكانت واضحة جلية وانني أستنكر هذا العمل الفقير والهزيل الذي لا يرتقي لان تطلق عليه كلمة «دراما» وهذه الكلمة فنيا لا توظف فقط للبكاء والنحيب المباشر او القذف السيئ ومع الأسف الشديد فان معظم المسلسلات الخليجية التي تعرض خلال شهر رمضان لا تحمل صفة الدراما بل وتدل على ان القائمين عليها ليسوا محترفين في المهنة وان افتقارهم لحرفية الاعمال الدرامية أوقعتهم في الكثير من الأخطاء سواء بقصد أو عن غير قصد وخصوصا الكتاب ومؤلفي الحوار الدرامي بل ان الكثير من البرامج التلفزيونية المعربة لا تخدم مشاكلنا.

الزواج مفهوم «مطلق» ويمارس في جميع المجتمعات المدنية وبما انه يشتمل على «الايجاب والقبول» اذن فالزواج عبارة عن عقد بين طرفين، أما «زواج المتعة» ففي الوقت الحالي اختص فقط بفئة من المسلمين وهم الشيعة وحسب فقه ومقاييس دينية، وان تبعية هذا الزواج للشيعة أصبحت مثل «الماركة المسجلة» والإساءة لمفهوم هذا النوع من الزواج تعني المقصود من ورائها وهم «الشيعة» ولا أعتقد ان هناك من يخالف هذا الرأي. وكما انه من غير المسوغ أدبيا الإساءة لأي فكر أو عقيدة أو حتى أي ماركة تجارية من خلال الأعمال التلفزيونية فان طرح قضية زواج المتعة بأسلوب هزيل ساقط يعني الاساءة للشيعة. وعلينا ايضا ان نميز بين النقد والذم والاعتراض، والمشاهد لتلك المقاطع من المسلسل يعرف جيدا ان الموضوع لم يتم طرحه للنقد بل للاعتراض والذم، ايضا وللأسف فان طرح الموضوع ذهب لأبعد من مناقشة زواج المتعة حين يقارن بالزنا ومن ثم يتم اختيار الزنا بدلا من زواج المتعة، بذلك تأتي الاساءة ليس فقط للشيعة بل لكل المسلمين لان زواج المتعة ليس اختراعا شيعيا كما يعتقد البعض وكما ذكر الاستاذ المحامي نواف ساري المطيري خلال مناقشة تلفزيونية للموضوع في شهر رمضان الماضي حين قال ان الفاروق (الخليفة عمر بن الخطاب) منعه وقد خانه التعبير حيث أراد ان يخرج السنة من القضية وكأنه يقول: السنة لا شأن لهم بذلك، ولكن لا أحد يذكر لماذا ومتى منع الفاروق زواج المتعة؟! بل ان هذه شهادة حق من الفاروق ان الأصل «الاباحة» حيث كان زواج المتعة مباحا في عهد الرسول (ص) وأبو بكر وكذلك في فترة من عهد الخليفة عمر بن الخطاب وجاء المنع لأسباب عديدة وخصوصا بعد الفتوحات وحالة الترف المعيشي للكثير من الصحابة، ولا شك في ان الفاروق عمر لا يمتلك «امتياز التحريم» وتعطيله الاتيان بهذا الزواج لا يعني اجتنابه، لذا فان الامام عليّا (ع) أباحه في زمنه حيث قال: لولا منع زواج المتعة لما زنا إلا شقي. بل انه (ع) أعاده للأصل. اذن خيار الإباحة والمنع قد وقع منذ صدر الاسلام ومازال هذا الخيار مستمرا وان تطبيق أحد الخيارين لا يعني بالضرورة ان عليا قد أخطأ او ان عمر قد أصاب. وشخصيا أعتقد ان زواج المتعة يخص المرأة بالدرجة الأولى لان واقع المرأة في معظم المجتمعات وللأسف انها متهمة بأنها موقعة الفتنة والإثارة وهي الأكثر اتهاما بالزنا و«بتخريب البيوت» وخصوصا حين تكون مطلقة أو أرملة فهي كثيرا ما تدفع ثمن تلك الظروف القاسية فقط لانها العنصر الأضعف لذا اعتقد ان هذا النوع من الزواج جاء لحماية ووقاية المرأة وأيضا لسد الذرائع حولها فالمرأة المصونة والتي ترغب في الستر يستحيل ان تختار الزنا على الزواج وهي ايضا التي يمكنها التحكم بهذا الزواج دون الرجل لانها هي التي يأتيها الطمث. ولكن وللأسف المسلسل يدور حول العلاقة الجنسية الرخيصة في مسألة زواج المتعة لا مسألة التعفف فهل هذه مهمة جريئة يا شيخ وليد؟! وهل أصبحت حرية اختيار الزنا أكثر قبولا في المجتمعات العربية؟!. ولعلك تشجع ان تكون المرأة العربية سلعة رخيصة ولكن جرأتك جاءت على المتعة وتجنبت الخوض في المسيار. مجتمع الشباب مجتمع هش ولا يعرف من المتعة والمسيار غير الرغبة الجنسية فاكبح جماح فرسك المعار يا شيخ وليد ولا تكن جريئا ولا تدفع ثمن تلك الخطايا.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك