عن الخصوصية في كره ناصر المحمد، برأي حسن عباس هو لتصفيته سياسيا قبل ان يتطور مشروع رئاسته للوزراء ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 7, 2011, 12:44 ص 1154 مشاهدات 0
د. حسن عبد الله عباس / «حركة 8 مارس» الشبابية
دعوة الحركات الشبابية «السور الخامس» و«كافي» للنزول للشارع ومطالبتهما سمو رئيس الوزراء بالتنحي دستورية بلا شك. لكن ومما لا شك فيه أيضاً أنها حركات شبابية تأثرت كثيراً بزعماء المعارضة! لذا اقول بأن نأي احمد السعدون بنفسه عنها يضمر تسطيحاً شديداً، لانه وإن لم يدعو لها لكنه هو من اشعلها حماسة وزاد نارها حطباً. فالمسألة بصراحة أكثر من مجرد معارضة اعتيادية وحكومة!
الحكومة بقيادة سمو الرئيس ناصر المحمد تلعثمت كثيراً، فعدد الحكومات التي ترأسها كفيلة بالإجابة عن هذه النقطة. لكن من التبسيط الزائد أن نلقي باللائمة كلها على رئاسة الوزراء، ونترك المعارضة وكأنها تصرفت من باب الاعتدال وما يقتضيه الانصاف. فالمعارضة، ومنذ اليوم الأول لتسلمه شؤون الوزارة، وعدت ناخبيها بأنها ستقف له بالمرصاد وستنحيه حتى قبل أن يتبين اداءه. وبالفعل ظلت كما كانت ومازالت ملتزمة بوعدها!
أقول الوعد وأركز عليه لان استقصاد الرئيس كان واضحاً في كل شيء، حتى صرنا ومن باب النكتة نقول بأن استجواب رئيس الوزراء سيقدم حتى لو تعطلت الاشارة المرورية على ناصية الطريق!
لهذا يتحير الإنسان لماذا هو كشخص بغض النظر عن عمله ووزارته! فعلى مستوى الانجازات، لا ابالغ إن قلت بأن الرجل قطع شوطاً طويلاً في حل الكثير من المشاكل العالقة. فانجازاته تتميز بالامرين معاً: فهي من جانب كثيرة من حيث العدد، ونوعية من جانب آخر. أُترك العدد الآن وركز معي على النوع، حكومات ناصر المحمد أنجزت مشاريع عجزت عنها حكومات متعاقبة ولعقود طويلة كالخطة التنموية، وحقوق الإنسان خصوصاً العمالة، والموافقة على الحقوق المدنية للبدون، وتحسين رواتب الموظفين والظروف المعيشية للناس، والأفضل من ذلك كله قدرته على استمالة الأغلبية النيابية، وتشكيل تكتلاً يحوي خليطاً من مكونات الشعب.
لكنه مهما فعل سيظل مرفوضاً دائماً، فلو أنجزت حكومات المحمد وعودها بخصوص الخطة الخمسية، ولو أقالت ودوّرت الوزراء المؤزمين، ولو انتهت من ترسيم الحدود المائية والبرية مع دول الجوار، ولو رفعت رواتب الموظفين، ولو أسقطت ديون الناس، وفواتير الطاقة، ولو نسيت الديوانيات والممتلكات العامة وأراضي الدولة، فلو فعلت كل شيء لأوجدت المعارضة مسماراً جديداً لتغرزه في صدر حكومته.
من المؤكد أن حكوماته اخطأت كثيراً، ولكن لم أر ما جرى في عهده مستحدثاً، ولم يكن حاضراًً في عهد غيره. بل للانصاف أقول بأن المعارضة في عهد غيره كانت تقف على أرضية أصلب بكثير عما هي اليوم. أرجع بالذاكرة إلى دواوين الاثنين، ماذا ترى؟ ترى حكومة أقسى، وتعطيلا للدستور، وسرقة الناقلات وكارثة الغزو، مع ذلك ظلت الشخصيات بعد التحرير كما هي باستثناء النهج! لا تفهم بأني أقلل من شأن الانتقادات التي وُجهت لحكومات الرجل لأخطائها الكبيرة والقاتلة في بعض الأحيان كضرب المواطنين، لا ولكن اقول بأن ما جرى في زمان غيره كان أكبر! فمهما فعل يظل بعينهم كما يقول المثل العراقي «مكروهة وجابت بنت»!
فما الخصوصية في كره ناصر المحمد؟ الجواب هو مشروعه المستقبلي. فهذا العناد المحموم ضده ليس لانه رئيساً للوزراء فحسب، بل للانقضاض عليه وتصفيته سياسياً قبل أن يتطور هذا المشروع فيرددون ساعتها «يا ليت اللي جرى ما كان»!
تعليقات