باسل الجاسر يؤكد ويجزم بأن 8 مارس سيكون يوما عاديا، ويقول للسور الخامس، وكافي: أعانكما الله ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2012 مشاهدات 0



 
8 مارس يوم حمد وشكر 
 
الاثنين 7 مارس 2011 - الأنباء
 
 باسل الجاسر

 

يثير يوم 8 مارس المقبل لدى بعض الكويتيين القلق والمخاوف بسبب أن بعض النواب من كتلة «إلا الدستور» هددوا بأنهم سيذهبون أو سيحضرون الشارع لمجلس الأمة أثناء الجلسة، إيذانا ببدء حملة لتحريك الشارع للمطالبة بإسقاط القضايا في محاكم الكويت عن بعض المدعى عليهم في قضايا سواء كانت من الادعاء العام أو من وزارة الإعلام بل حتى الدعاوى الشخصية التي رفعها سمو رئيس مجلس الوزراء، وكذلك للمطالبة بسحب الحكومة لطلبها الذي جاء وفق صلاحياتها التي خولها لها الدستور بتفسير بعض المواد المختلف على تفسيرها، كان هذا مطلع فبراير أو أواخر يناير الماضي.
واليوم ها نحن نستقبل 8 مارس، وكل هذه المطالبات تحققت على الرغم من عدم عدالتها وعدم اتساقها مع المنطق السوي، إلا أن الكرم الأميري جاء وشملها من ضمن المكارم الأميرية التي فاضت بمناسبة أعياد الكويت الوطنية، أي ان هذه المطالبات كلها تمت الاستجابة لها، فلم يبق هناك مبرر للذهاب للشارع أو الإتيان بالشارع لمجلس الأمة، كما انه تم الاتفاق المهم على حل قضية تملأها المظلومية والغبن وهي قضية إخواننا البدون الذين سينالون حقوقهم المدنية قبل 8 مارس أو بعيده بقليل إن شاء الله وبالتالي تم إغلاق هذا الملف والحمد لله.

ولم تتبق إلا مطالب جماعة السور الخامس وجماعة كافي وهما جماعتان سياسيتان جديدتان على ساحة العمل السياسي بالكويت وقد قررتا الاعتصام، وقالتا انه لن يتوقف إلا بإقرار مطالبهما الستة التي أعلنتاها، وهي «مع شديد احترامي لهذه المطالب ولمن ساروا خلفها» مطالب تفتقر للخبرة والمنطق والحق ناهيك عما يملأها من تناقض كونها لا تتعلق بالشارع الكويتي، فالتناقض جاء في أنهما تشددان على احترام الدستور وفي الوقت نفسه تدوسانه فهما تطالبان بتعديل الدستور من خلال الاعتصام بالشارع إلى أن يتم الاستجابة لمطالبهما والواقع أن المشرع الدستوري لم ينص على هذه القناة الجديدة لتعديل الدستور؟

أما عن علاقة هذه المطالبات بالشارع الكويتي فهي لا تمت له بصلة البتة كونها غريبة عنه، فالكويتيون يريدون تنمية ديرتهم ويريدون محاربة الفساد ورموزه، ويريدون النظام وإيقاف الواسطة والمحسوبية، ويريدون العدالة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وليست لديهم مشكلة أبدا مع دستورهم بل هم متمسكون به ويعضون عليه بالنواجذ.. وكل ما يريدون هو احترامه نصا وروحا وتحقيق ما جاء فيه من مبادئ على أرض الواقع، أما هذه الشطحات (وآسف مرة أخرى) لم أسمع عن مثلها من قبل من أحد من الكويتيين قبل قراءتي لها في بيان «السور الخامس» و«كافي» (الذي سيكون لنا وقفة معه مستقبلا)، لذلك فإنني أقول لجماعتي السور وكافي إنكما ستنتظران طويلا دون جدوى، ولن تجدا أي استجابة من أي من المواطنين الكويتيين الغارقين بالأفراح والمسرات الوطنية، فأعانكما الله، واني لأدعو رجال الداخلية بالسماح لهاتين الجماعتين بالاعتصام وبالمكان الذي تريدانه وكذلك أرجو تأمينهما فلا ضرر من تجمعهما ولا خوف على الأمن الوطني منهما، وإن كنت أتمنى عليهما (الجماعتين) أن تعتصما بمكان قصي لا يؤذي المواطنين ولا يزعجهم.

وبالنظر لما تقدم، فإنني أؤكد وأجزم واثقا أن 8 مارس سيكون يوما عاديا جدا، ولن يكون فيه إلا الخير لهذا الوطن العزيز وأهله الكرام، وفيما سيعقبه من أيام، ولا يخشى أحد على الكويت، فالكويت وأهلها محفوظون بحفظ الحافظ العزيز القدير سبحانه وتعالى.. ومحفوظون بدستورهم الذي حفظهم في سنة 90 وفي سنة 2006، وأمن استقرارهم باقتدار وأمن لهم حريتهم وحرية تعبيرهم رغم المنغصات بين الحين والآخر، وهم محفوظون برعاية حكيمهم وأميرهم الذي يريد ليس حفظهم فقط بل إسعادهم ايضا، فلا تقلقوا ولا تحزنوا، فما حدث بالوطن العربي وما قد يحدث بالجوار له أسباب أهمها الظلم والفقر والقهر، ولا يوجد لدنيا منها شيء ولله الحمد والفضل والمنة، بل لدينا الحرية التي تكاد تكون مفرطة أحيانا، ولدينا العز والخير والرفاه ولله الحمد، ولا نريد القلق ولا الحزن، بل نريد الحمد والشكر للباري عز وجل على نعمه وأفضاله التي لا تعد ولا تحصى ولا توصف، فبالحمد والشكر له جل وعلا تحفظ نعمه وتزيد وتتكاثر، فزيدوا من حمده وشكره أهل الكويت.
 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك