قريبا فالح 'البدون' رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية- حسن عباس يكشف عن قصته ؟!

زاوية الكتاب

كتب 4884 مشاهدات 0


د. حسن عبدالله عباس / الرئيس الأميركي «البدون»: فالح
 

 

وُلد فالح في الكويت قي أواخر ثمانينات القرن الماضي في منطقة الصليبية من أبوين بدون! فالح المولود الجديد ترعرع في بيئة بدون بالتمام والكمال، فهو من أب بدون، وأم بدون، وجنسية بدون، ومال بدون، وبيت بدون، وزملاء بدون، وأمل بدون، وعمل بدون، ودراسة بدون، وصحة بدون، وتنقل بدون، ومستقبل بدون، وزواج بدون، ووفاة بدون!
شيء واحد لم يكون «بدون» وهو اليأس الذي حمله في قلبه! زاد حمله مع انتقال والده رحمه الله إلى الرفيق الاعلى، ساعتها علم أن الدنيا ليست لم تكن تحبه فحسب، بل الدنيا تكرهه كرها شديداً، تكرهه كره الأم لقاتل رضيعها، كره الكويت للنظام «البعثي» المجرم، كره الزوج لزوجته الخائنة، كره الديك للديك المنافس له على دجاجاته!
لكن والحال هذا لم يكن ليفعل شيئاً سوى الصبر مقلباً عينيه بين السماء والارض، بين الرجاء والانتحار، يلقلق لسانه: «هل من ناصر ينصرنا!» عمل هو وأمه ليلاً والتحق بصفوف التعليم نهاراً. صحيح أنه لم يكن ليجمع أكثر من قوت يومه، إلا أن الصدف كانت تصب في صالح جيبه بين الحين والآخر. ولأن أهل الخير كُثُر بالكويت أطال الله في أعمارهم، وإلى جانب ذلك دعوات أمه المسكينة التي تفترش السجادة تارة للصلاة وأخرى للنوم، لأن البديل عن ذلك هو التمدد على البلاط، استطاع أن يُكمل مسيرة تعلمه هذه بمشقة لا توصف إلى أن غدا حاملاً لشهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر.
بصيص النور الذي لم يفقده منذ صباه بدا له بعد شهادة البكالوريوس هو الأمل الذي كان يحلم به منذ ثلاثة عقود من الزمان. فها هي الدنيا وأخيراً أعطته شيئاً بعدما سلبت منه كل شيء. فأمور الدنيا دورات اقتصادية وتدور بين الأخذ والعطاء، إلا هو. لكن بعد عقود من الزمان، عرف أن بصيص النور هذا لم يكن حلماً، بل هو ادخار لاستثمار طويل الامد بعيد المنال، فها هي اليوم أصبحت حقيقة.
فالح أكمل مشواره التعليمي بالالتحاق بالجامعة كمعيد، لكن ولأن قوانيننا لا تفرّق ولا تفهم أن الإنسان إنسان سواء كان بهوية أو بدون هوية، ولا تفرق إن كان المرء عالماً او جاهلاً، مجاهداً أم خاملاً، حياً أو ميتاً، كل ما تفهمه القوانين هي الثبوتيات ولا شيء غيرها. غادر الجامعة إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساته. نعم، فتحت الدنيا ذراعيها من جديد واحتضنته، فأوراقه الأكاديمية وجهوده العلمية أهم من ثبوتياته، قُبل فالح في إحدى الجامعات الممتازة، وأعطيت له منحة شاملة لكل التكاليف، استطاع بسببها أن يحصل على الدكتوراه ويعمل مدرساً فيها.
لكن لأن الكويتيين سياسيون بطبعهم ومنهم فالح، اقتحم سلك السياسة وانضم إلى «الحزب الديموقراطي». تميز الرجل في النقاش وتسابق على منصب مرشح الحزب لكرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية بالضبط كأوباما الأسود اللاجئ من الأصول الأفريقية الذي استكمل دورتيه في هذا المنصب، فاز صاحبنا بها وتحقق حلم أبيه الذي أسماه «فالح» لأنه فلح في كل شيء!
أسأل الآن: ماذا لو حصل هذا؟ يا تُرى كيف ستكون نظرات أحمد المليفي عندما ينزل فالح من سلم الطائرة Air Force One عند قاعة كبار الشخصيات بالمطار؟ 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك