لهذه الأسباب، يطالب وليد الرجيب بإلغاء وزارات الإعلام في الدول العربية التي تدعي الديمقراطية ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 5, 2011, 12:07 ص 2101 مشاهدات 0
وليد الرجيب / أصبوحة / انتهى عصر وزارات الإعلام
أثبتت الثورات العربية الديموقراطية فشل الإعلام العربي ولا مهنيته، فمحطات التلفزة في الدول التي تدور بها الأحداث الساخنة كانت تزور الحقائق وتقلب الوقائع وتعمل كدعاية مضادة للثورات والاحتجاجات الشعبية وهي بذلك تعتبر إعلام السلطات، وليس إعلام الشعوب.
وحتى الفضائيات العربية مثل الجزيرة والعربية والتي قلبت مفاهيم الإعلام العربي المساهم في تخلف الشعوب، حتى هذه الفضائيات لم تكن حرفية أو مهنية حقيقية فتأثير ملاكها سواء أشخاص أم دول دائماً يلقي بظلاله على مواقفها ما ينفي عنها حياديتها وصدقها.
فقناة الجزيرة والتي من خلالها استطعنا متابعة الأحداث العربية كانت تركز على الإسلاميين وتضخم دورهم وتهمش دور القوى اليسارية والديموقراطية كما تصور أن هذه الثورات قامت بجهود شبابية بحتة وبشكل عفوي ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، حتى أسمت هذه الثورات «ثورات الفيس بوك»، متجاهلة نضوج الظرف الموضوعي لكل بلد على حدة، والتراكمات عبر عشرات السنوات، والجزيرة كذلك مستعدة لسماع مديح المشاهدين لها، لكن صدرها يضيق عند سماع انتقاد رغم محاولاتها ضبط النفس لكن ذلك لا يلغي أهميتها في نقل جزء كبير من الحدث العربي.
وهذا ينطبق على فضائية العربية التي لا تقبل انتقاداً للمملكة العربية السعودية ودائماً هناك شيء ناقص في تغطياتها وتحليلاتها فمثلاً إذا أردنا متابعة الأحداث في البحرين نذهب إلى قناة المنار التي تعتبر احتجاجات البحرين احتجاجات شيعية فتركز عليها بينما لا تظهر احتجاجات الشعب الإيراني وتقلل من شأنها بينما تهمش العربية مظاهرات البحرين.
فخلال الشهرين الماضيين أصبحنا كمشاهدين خبراء في الفضائيات العربية فحتى نعرف تفاصيل الحدث نلاحقه في المحطات المختلفة بما فيها المحطات الأجنبية، لكن في كل الأحوال فقد الإعلام الرسمي لدولنا العربية مصداقيته واحترامه.
فقد تكون الدول العربية من الدول القليلة التي مازالت لديها وزارات إعلام ولا نجد مثل هذه الوزارات في الدول المتقدمة ذات الديموقراطيات الراسخة، فوزارات الإعلام هي من مخلفات العصور القديمة التي أنشئت لتوجيه الرأي العام وفرض عليه ما يعلم وما يقرأ، ولتلميع صورة الحاكم وتأليهه وهي أداة لغسل أدمغة الشعوب ونشر ثقافة السلطات والتي قد تكون مخالفة لثقافة الشعوب.
لقد آن الأوان، ومع التحولات الديموقراطية الكاسحة للنظم المستبدة والمتخلفة أن تلغى وزارات الإعلام والتي تعتبر عيباً كبيراً في حق الدول التي تدعي الديموقراطية.
ولم يعد لهذه الوزارات من مبرر في ظل انتشار الفضائيات في العالم وفي ظل الانترنت حيث أصبحت الشعوب العربية تستقي المعلومة منها وتسخر من وسائل إعلام بلدانها وأصبح مستحقاً إنشاء وزارات ثقافة في الدول التي لا توجد بها مثل هذه الوزارات وتعزيز مكانة وميزانيات وزارات الثقافة في الدول العربية.
تعليقات