وليد الطبطبائي يروي عن زيارته ليبيا، وأيام في ضيافة سيف الإسلام القذافي ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2011, 11:38 م 3255 مشاهدات 0
ديوان العرب
أيام في ليبيا.. في ضيافة سيف الإسلام
كتب , د.وليد الطبطبائى
سبق لي أن قمت بزيارة ليبيا مرتين: المرة الاولى ابان الحصار الجوي المفروض على ليبيا وكان وصولنا الى طرابلس بطلعة الروح من الكويت بالطائرة الى القاهرة ومن القاهرة بالطائرة الى تونس العاصمة ومن تونس العاصمة بالطائرة الى جزيرة جربة التونسية القريبة نوعا ما من ليبيا ومن جربة بالسيارات الى طرابلس.. واخيرا نحن في طرابلس.. آه ماذا صنع القذافي بشعبه؟!
وسأترك الحديث عن رحلة المشاق والعجائب الى المقال القادم بإذن الله، وسأتحدث في هذا المقال عن الزيارة الثانية لليبيا التي كانت اسهل كثيرا من الاولى، لانها كانت بعد رفع الحصار الجوي حيث سافرنا مباشرة الى مطار طرابلس، وكان الهدف من الزيارة التحرك بشأن تحديد مصير الأسرى الكويتيين في العراق إبان وجود صدام حسين في السلطة في العراق، وكانت الزيارة من اللجنة البرلمانية المختصة بشؤون الاسرى برئاسة النائب صالح الفاضل ومعنا كان السيد أحمد الشريعان والسيد خميس عقاب، وكنت انا رابعهم، وكان هدفنا هو التقاء سيف الاسلام القذافي!!
اما لماذا سيف الاسلام؟َ! فلان هذا الشاب نجح في وساطات عديدة لإطلاق رهائن في دول عديدة في العالم، من الفلبين الى افغانستان الى مجموعة من الجهود التي بذلها في هذا الشأن، فرأينا انه مناسب ان نطرح عليه فكرة الذهاب الى العراق والتوسط لدى النظام العراقي لإطلاق سراح الاسرى الكويتيين وكانت الزيارة سنة 2002م.
في طرابلس التقينا وزير الخارجية آنذاك عبدالرحمن شلقم، وطلبنا منه تأييد ادانة العراق في اجتماع حقوق الانسان في جنيف، واعطانا وعدا بذلك، وأبلغنا انه اتصل بمندوب ليبيا في جنيف لتأييد إدانة العراق نظرا لما فعله النظام العراقي بالاسرى الكويتيين، وجرائمه في الكويت، وقبل سفرنا من طرابلس التقينا سيف الاسلام فكيف كان اللقاء؟!
في منطقة قريبة من مطار طرابلس الدولي دخلنا ما يشبه المزرعة الكبيرة جدا، حدائق وزروع مد البصر، حتى وصلنا الى حديقة كبيرة مرتبة بشكل جميل وفي طرفها قصر يبدو انه يشبه القصور الاندلسية في اسبانيا ممرات من الحدائق والنوافير، حتى وصلنا الى بوابة القصر وعندما دخلنا القصر فوجئنا بوجود اسدين داخل القصر، طبعا الاسدان حقيقيان ولكنهما في حجرة حولها اسوار تطل على الصالة الرئيسية في القصر وعند الباب استقبلنا سيف الاسلام وكان حينذاك بالكاد يبلغ الثلاثين من عمره حيث انه من مواليد 1972 وحاصل على شهادة الهندسة، وطلبنا منه التدخل لمعرفة مصير الاسرى الكويتيين في العراق، واحسسنا بانه شعر بثقل المهمة وقال إني سأحاول ان اتصل لمعرفة امكانية ذلك، فقلنا له: لن ينفعك في ذلك سوى صدام حسين نفسه، فحاول ان تذهب هناك لتطلب منه معرفة مصير الاسرى حيث كان لدينا أمل بوجودهم احياء، فقال دعوني افكر في الموضوع.
وغادرنا طرابلس، متجهين الى الجزائر، وهناك علمنا أن مندوب ليبيا صوت مع النظام العراقي وليس مع ادانة ملف حقوق الانسان في العراق، وان الوعد الذي قطعه لنا عبدالرحمن شلقم كان لا قيمة له لأنه لا يحل ولا يربط الامر كله بيد القذافي نفسه، وايضا لم يقم سيف الاسلام بأي تحرك ايجابي لمصلحة الاسرى الكويتيين في العراق، فلم نستفد من زيارتنا لليبيا سوى معرفة حقيقة الوضع في ليبيا وكيف تدار الامور هنا.
وعودة إلى سيف الإسلام فقد انكشف الوجه القبيح لهذا الشاب، الذي كان يقدم نفسه كشخصية إصلاحية يسعى إلى تغيير نظرة الناس إلى النظام الليبي من خلال العمل على تحسين ملف حقوق الإنسان في ليبيا، والانفتاح السياسي مع المعارضين وإطلاق سراح المسجونين سياسياً والعمل على تطوير النظام الإداري في ليبيا وإقامة دولة عصرية، ولكن ما ان قامت الثورة على النظام الليبي حتى ظهر سيف الإسلام على حقيقته، فكان نسخة من إجرام والده، وأخذ يقود المعارك ضد الشعب الليبي بنفسه حاملا الرشاش وداعيا إلى مهاجمة المحتجين وإطلاق النار عليهم، فضلا عن الكذب في الإعلام فهو نسخة مطابقة لوالده، وربما كان والده العقيد في بداية حياته يقول كلاما معسولا مثل سيف الإسلام من أجل الاستهلاك المحلي والخارجي ولكنهم طغاة في النهاية.
قديما قال العرب: الولد سر أبيه!!!
وبإذن الله سنذكر في مقالنا القادم رحلة العجايب إلى بلد القذافي الخايب، حيث كان اللقاء مع القذافي الأب نفسه.
تعليقات