مثلما يُسمح بالتخلص من الوزراء بآخرين، وائل الحساوي يتمنى لو ان الدستور يسمح بالتعديل نفسه مع النواب الفاشلين ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2312 مشاهدات 0


د. وائل الحساوي / نسمات / يا ليت كل السنة فبراير
 

يقول احد الشباب: أشعر بأننا قد حصلنا على جرعة كبيرة من الوطنية خلال الايام الماضية بسبب الفعاليات الكثيرة التي رافقت مهرجان فبراير وتركيزها على حب الوطن والاخلاص له وحب حكامنا وتذكير الناس بمآثرهم.
ويقول شاب آخر: يا ليت جميع اشهر السنة فبراير، فهو مليء بالاحتفالات الجميلة والحث على حب الوطن، وفوق ذلك منحة الألف دينارا وتموين سنة وشهرين، وعطل كثيرة، والراتب ينزل اسرع من الأشهر الاخرى، والاجواء جميلة للسفر والخروج الى البر والتمشي، وقد زاد الجو بهاء ارتفاع سعر نفطنا الى اكثر من مئة دولار للبرميل.
نعم... ما ذكره الشباب صحيح، ونحن بحاجة ماسة الى تلك الجرعات السنوية لإعادة الثقة بأنفسنا بعد ان وصلنا الى مرحلة اليأس خلال الاشهر الماضية بسبب الخصام والتأزيم والشتم المتواصل للحكومة وبعض التصرفات غير المسؤولة من الحكومة تجاه الشعب، ونسأل الله تعالى ألا تنقلب تلك الافراح الى المزيد من الازمات والشد والجذب وتتبخر افراح فبراير مع اول هبة من لاهوب صيفنا الحار.
لا ادري ماذا يخطط نواب التأزيم من مفاجآت ومصادمات مع الحكومة على الرغم من اننا قد سمعنا من بعضهم عبارات جميلة تدعو الى التهدئة، لكن يبدو أن يوم 8 مارس يحمل كثيرا من التلويحات النيابية تحت مسمى (انتقام الأبطال) ويعد بعضهم بمسيرات حاشدة لإسقاط الحكومة وبعضهم باستجوابات مستحقة لوزراء.
والحقيقة ان كلام كثير من النواب بأن التعديل الوزاري قد اصبح مستحقا هو كلام صحيح، وهو لا يكلف النظام شيئا والهدف منه هو التخلص من الوزراء الذين اثبتوا فشلهم خلال سنة ونصف السنة من عمر المجلس واستبدالهم بوزراء اصحاب كفاءة عالية، واتمنى لو ان الدستور يسمح بالتعديل نفسه مع النواب الفاشلين، لكن يجب ألا تتعمد الحكومة العناد مع المجلس وبالتالي يصبح الشعب هو الضحية كما حصل خلال السنتين الماضيتين.
لقد لاحظنا خلال السنتين الماضيتين كذلك بأن مؤسسات المجتمع المدني (جمعيات واندية ومنظمات) وكذلك وسائل الاعلام غير الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي (انترنت وفيسبوك وتويتر وغيرها) كانت هي العامل البارز في تشكيل افكار الناس وتحريك الشارع وتفعيل المبادرات الكثيرة بينما كانت الحكومة والمجلس في معزل عن ذلك التفاعل بالرغم من طفو خلافاتهم على السطح وصراعهم الدائم وصوتهم العالي وتكرار التهديدات، فهل سنرى تغيرا في ذلك النمط الممل من الصراخ والولولة دون انجاز؟
اختبار صغير للوطنية
اذا اردت ان تختبر مدى ازدياد جرعة الوطنية في حياتك بعد افراح فبراير فقس ذلك من خلال اول يوم للدوام لتكتشف ان كانت وطنيتك حقيقية أم انها مجرد احتفالات وشعارات تسقط عند المحك الحقيقي!!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك