الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان تقيم حفل عشاء «باربيكيو»، وشعوب عربية تطالب بالثورة وتقتل، نرمين الحوطي مستغربة: يا لسخرية القدر !!
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2011, 11:16 م 2462 مشاهدات 0
«Human Rights»
الأربعاء 2 مارس 2011 - الأنباء
نرمين الحوطي
وصلتني دعوة عن طريق الرسائل القصيرة من خلال هاتفي من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان لحضور حفل عشاء «باربيكيو» وعند قراءتي للرسالة قمت بالاتصال بإحدى المسؤولات في الجمعية للسؤال عن المناسبة، حيث إن الأعياد الوطنية انتهى وقت احتفالاتها، ويوم المرأة لم يحن وقته فما سبب ذلك العشاء؟ وما المناسبة في هذه الفترة الراهنة؟، وكان جواب المسؤولة إلي: «حفل تعارف».
وكان هذا الجواب صفعة مدوية في أذني، ولم أتذكر إلا شخصية واحدة تركزت في ذهني مع حديثي للمسؤولة وهي مسترسلة في كلامها عن حفل التعارف وتذكرت قصة «ماري أنطوانيت» عندما كان الشعب الفرنسي يقوم بالثورة على قصر فرساي ضد النظام فقامت «أنطوانيت» بسؤال مسؤوليها عن تلك الثورة الشعبية وما متطلبات الشعب فكانت الإجابة عليها: ان الشعب لا يجد الخبز ليأكله، فردت عليهم بإجابتها الشهيرة «لماذا لا يأكلون البسكويت؟!».
هذا بالفعل كان شعوري الحزين عندما قرأت وسمعت عن تفاصيل الباربيكيو، شعوب تطالب بالثورة وتقتل من أجل الحرية وتلك الشعوب ليست ببعيدة عن أصولنا العربية والقومية وجمعيتنا تقوم بعشاء تعارف.. يا لسخرية القدر، والسؤال هنا لمن قام بتنظيم ذلك الاحتفال: كيف تقيمون عشاء تعارف تحت مظلة ومسمى حقوق الإنسان وهناك أشقاء في شوارع ليبيا وضواحيها لا يجدون الخبز بل لا يجدون الدواء والإسعافات لإنقاذهم؟ كيف تتقابلون وتتعارفون بالضحكات والبسمات تحت مسمى حقوق الإنسان، وهناك من لا يتمكنون من التعرف على جثث ذويهم؟
هذا ليس تعسفا، ولكن تلك الحقيقة الوطنية والعربية المرة، قضيتنا تناقش من خلال حفلات التعارف والعشاء المصاحب بالأنغام الضاحكة، أليس هؤلاء عرب؟! وهل ما نقوم به هو شيمة أهل العرب؟! فما السبب والدواعي الملحة لذلك الاحتفال؟! والسؤال هنا: أين مشاركة الجمعية من احتفالات الأعياد الوطنية أدام الله علينا فرحتنا؟ فكان من البديهي أن تكون المناسبة مواكبة للأعياد الوطنية الذي للأسف لم يكن لكم دور فعال بها. وإذا قمنا بتسليط الأضواء أكثر على بعض القضايا التي لم تنل الاهتمام من بعض المسؤولين في الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان فأين كان تعارفكم من أولادنا الذين إلى الآن لم ينالوا اعتماد شهاداتهم؟ أين أنتم من أبنائنا الذين يعانون في مستشفياتنا في الطب النفسي؟ أين أنتم من الجرائم التي تحدث في مدارسنا؟ أين مساعداتكم للقضية 25/1؟ أين يد العون للأسر الليبية؟ فقد تتمسكون بقضية واحدة لتسلطوا الضوء عليكم وهي قضية «البدون» وتلك قضية سيادية، وقضيتكم الأخرى هي قضية «العمالة والخدم» وهي قضية أمنية، أما القضايا الكويتية الإنسانية والتي هي أساس جمعية حقوق الإنسان فهي لا تلقى الاهتمام عند البعض في الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان.
كلمة وما تنرد: من أشعار الإمام علي عليه السلام:
اختر لنفسك في مقامك صاحبا فإذا صحبت عرفت من ذا تصحب
لا خير في ود امرئ متملق حلو اللسان وقلبه يتلهب
يعطيك من طرف الكلام حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يلقاك يحلف انه لك ناصح وإذا تولى عنك فهو العقرب
ولقد نصحتك ان قبلت نصيحتي والنصح أفضل ما يباع ويوهب
تعليقات