منى العياف لأحمد الديين: لماذا غيّرت رأيك عن تأييدك لتنقيح الدستور، على عكس معارضتك قبل عام ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2011, 11:10 م 2318 مشاهدات 0
منى العياف
4 يناير.. ليس ثورة يالديين!
الأربعاء 2 مارس 2011 - الأنباء
للوهلة الاولى قد تنتابكم الحيرة ـ مثلما حدث معي ـ فيما سطره بقلمه امس 1/3/2011 احمد الديين في جريدة «عالم اليوم»، فأقل ما يمكن قوله هو انه يستخف بعقولنا وذاكرتنا، فقد خرج علينا في مقاله المذكور والذي حمل عنوان «اصلاح دستوري مستحق» بأفكار متناقضة تماما لما نعرفها عنه، ولما اعلنها هو نفسه يوم 25/4/2010 اي قبل عام كامل عندما رفض تماما في مقال نشر في الصحيفة نفسها بعنوان «معارضة التنقيح.. بل خطورته» اي دعوات لتنقيح الدستور، ورأى فيها كما نتبين من العنوان خطورة الاقدام على هذا الامر، اليوم هو يخرج علينا ليقول انه آن الاوان لاصلاح دستوري.
تناقض صارخ، أليس كذلك؟ فنحن عندما قلنا في مقالات سابقة إن الآوان قد حان لإجراء اصلاحات دستورية، قوبل رأينا أنا وغيري بالرفض الشديد والاستنكار، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل لقد صاحب الرفض تشكيك في وطنية ونبل مقاصد كل من طالبوا بتنقيح الدستور آنذاك، لأنه وجماعته من المؤزمين يعتبرون هذا التنقيح «خطا احمر»، اما اليوم فحلال له ان يطالب بذلك، لكن ليت هذا وحده، فقد حاول ان يجد لفكرته أصلا وأساسا سياسيا، وصدقوا او لا تصدقوا فإن الديين يرى ان الوقفة التاريخية لشباب الكويت مساء يوم 4 يناير في ساحة الصفاة، والتي سبقت بيوم واحد استجواب رئيس الوزراء ـ وهو استجواب غير مستحق آنذاك ـ قد سبقت انطلاق اولى موجات الثورة العربية الشعبية الكبرى في تونس وان ما يشهده الوطن العربي من تحركات وانتفاضات شعبية وثورات ستفتح باب التغيير الديموقراطي، والاصلاح الدستوري المستحق الذي حان الوقت لطرحه الآن.
الآن.. غيَّر الديين رأيه.. واعتبر ان من الضرورة «الآن» تنقيح الدستور الذي كان يعارضه قبل عام تقريبا، بل الأخطر من هذا انه يحاول ان يوحي لنا بأن وقفة شباب 4 يناير انما هي احتجاج شعبي مماثل لما جرى في ثورة التونسيين.
أي تفكير سياسي هذا؟ ولماذا لم يقل لنا يوم 4 يناير ان هذه الوقفة هي ثورة في الكويت حتى نعرف ان الشعب ثار على الحكم؟!
ويمضي الديين في طرح تصوراته عن الدستور الذي يريد الآن تنقيحه ولا يرى غضاضة في ذلك، ان موقفه الدفاعي السابق عن دستور 1962 يجب ان يصحح الآن، فالرجل يستدرك هنا لكيلا يتساءل احد عن هذا التطور في الموقف كما نفعل الآن، ويرى ان «هذا التصحيح في الموقف الدفاعي عن دستور 62 يجب ان يتحول إلى موقف الدفاع عن المكتسبات الديموقراطية للوصول إلى اصلاحات دستورية تستكمل دستور 62 وتجعله دستورا ديموقراطيا، عن طريق تعزيز مفهومي الامارة الدستورية، والحكومة البرلمانية».
هكذا، جعل الديين وقفة شباب 4 يناير أساسا ملهما للثورات التي قامت في دول عربية، ورأى ان تجمع الصفاة بداية هذه الشرارة الثورية التي تسمح بالمطالبة الآن بتنقيح دستور الكويت.
لم يلاحظ الديين أبدا ان هذه محاولة مرفوضة تماما في الربط بين التجربة الكويتية على خصوصيتها وتفردها، وبين ما يجرى حاليا من انتفاضات في العالم العربي، التي كانت وراءها عمليات سرقة لاحلام الناس ومستقبلهم وحاضرهم، واستلاب اموالهم وتزوير ارادتهم وقمعهم والتنكيل بهم، والضرب بدساتيرهم عرض الحائط.
تجمع 4 يناير يا اخ احمد كان يطالب بتغيير رئيس الوزراء، وفي الوقت نفسه الشعب الكويتي قال كلمته رفضا لهذا التغيير من خلال التصويت لصالح التعاون مع رئيس الوزراء، وهو اجراء ديموقراطي تماما وليس ممارسة لديكتاتورية الأقلية الآن على طريقتك.
من أسف ان المثقفين او مدعي الثقافة يكشفون لنا يوما بعد آخر انهم المسؤولون عن هذا الاحباط الذي يسود حياتنا لأنهم بأقلامهم يتلاعبون بمصائر الناس وبعقولهم، فاليوم تقول كلاما وامس تقول كلاما وغدا تقول كلاما آخر من دون ان تتصور ان هناك ذاكرة تسجل وتعد عليك الكلمات والأفكار، وهي ذاكرة الجمهور. ويا استاذ أحمد، لم يعد هناك شباب يمكن ان يغرر بهم أحد كما كان يحدث في السابق، وأؤكد لك انهم يستطيعون الآن التمييز بين تجربتنا وبين التجارب التي تمر بها باقي الأقطار العربية، لكن من باب المسؤولية أقول للجميع رفقا بالشباب ولا تستخدموهم وقودا لكم ولطموحاتكم غير الواقعية.
وتبقى تحية..
في هذه الأيام الغالية، والاحتفالات بالأعياد الوطنية المجيدة دعونا نستذكر دور خادم الحرمين الشريفين السابق، الغائب الحاضر الملك فهد بن عبدالعزيز، ووقفته الشجاعة الأبوية من اجل تحرير الكويت، ونبارك لعودة الملك الرحيم، الملك عبدالله الذي اعلم قبل غيري انه سينقل المملكة العربية السعودية الحبيبة وطموح شبابها الى بر الأمان وذلك عبر الحوار والمحبة.
.. والعبرة لمن يتعظ!
تعليقات