علي الطراح يطالب بالتصدي لشبكة مستشاري الفساد، وليس بتغيير الحكومات لأنها تتغير، والنتيجة تكون واحدة ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2011, 10:42 ص 2355 مشاهدات 0
أنت وأنا
حماية أمننا في التصدي لمستشاري الفساد
كتب , د.علي أحمد الطراح
الأحداث سريعة وردة الفعل الرسمية بطيئة وكل نظام يعتقد بانه يملك عصا موسى بينما الحقيقة تقول بان ليس هناك سلطة بمنآى عن المواجهة مع ثورة الشعب.القذافي كان بامكانه التعامل مع الموقف وانقاذ نفسه ولكن مشكلة العقل التسلطي تهيمن على تفكيره، فيتحول الى العناد ويختار التدمير لوطنه وشعبه ونفسه.حكاية الانقلابات القاعدية وليس القاعدة حكاية نجد لها ملامح في الحكم العربي.المصيبة بان الحكم العربي يرى البلاد والعباد باعتبارهما ملكية خاصة أنذرتها السماء لهم، لو تمعنا الخراب والفساد والاستفراد للحكم في مصر وتونس وليبيا واليمن تعاملوا مع حكمهم وكأنه حكم زرائب، فالناس لا قيمة لهم والسؤال الكبير الذي يجب ان يطرح هو اننا أمام تحولات كبيرة في المنطقة العربية لا مكان لعزل أنفسنا عنها، والمتمعن يجد شبكة مستشاري الفساد وراء هذه الأحداث، فالفساد هو العدو المشترك لنا جميعا وهو الذي يجب ان يوحدنا ويدفعنا على تحديد مسار المواجهة المستقبلية.
الخطر يتجلى في التسطيح للواقع، فالمشكلة تتجاوز الحكومة، فكلنا نعرف بان الحكومة تعمل بالعلانية وكل ما تقوم به مشاهد وملموس للجميع واذا ما كان هناك خلل، فهو ليس بمفتعل وهو يعكس موافقة على السياسة العامة، فالحكاية اكبر بكثير مما يطرح.في تقرير حول مصر يشير الى استحواذ 250 عائلة على مقدرات الدولة وهذه المشهد لا يختلف عن حالنا وهو مشهد زواج السلطة والمال.فالتخريب الذي نعيشه اكبر من قضية حكومة واذا لا نضع أصابعنا على الجرح فنحن نستمر بلعبة الخسارة نتيجة لهيمنة معارك الثأر الشخصية.
مطالبنا ليست بتغيير الحكومات حيث هي تتغير والنتيجة كانت واحدة، والسبب شبكة مستشاري الفساد، ممن يديرون التخريب المنظم، ولديهم مصالح مالية كبيرة يسعون للحفاظ عليها، ولديهم وزراء يتولون تسهيل مصالحهم، فطالما هؤلاء قابعون في مقاعدهم فالحال لن يتغير. واليوم عندما نعلن الموقف فنقول دعونا ننفض الغبار ودعونا نقل بكل وضوح بان مشكلتنا تبقى ضمن دوائر مستشاري الفساد وتحالف المال والسلطة. فاليوم اذا ما شعرت انظمة الحكم بالقلق تدفع الهبات والعطايا لكنها ممارسة قديمة لن تجدي، بقدر ما نحن بحاجة الى نظرة ثاقبة تجنبنا مخاطر تحدق بنا.فنحن لدينا وثيقة عهد وتعاهد مع الحكم، ولا مفر لنا سوى التفاهم والحفاظ على استمرار وثيقة التفاهم لأنها فيها حماية لأمننا الوطني والحث هنا ينطلق من باب الخوف والقلق حيث بعض اطراف الحكم دخلت بتحالفات مضرة بوثيقة التفاهم والاستمرار بتجاهل انحياز البعض هو مكمن خطر، وعلى الحكم مواجهته بكل شفافية. كتابات كثيرة حذرت من استمرار التجاهل لحقيقة الوضع ولعلنا نتذكر كتابات الكاتب المصري الكبير المرحوم صلاح الدين حافظ الذي نبه لخطورة زواج المال والسلطة، وكشف عن خطورة تحويل الحكومة الى أداة لرجال الأعمال وهو مما نجم عنه انهيار نظام مبارك. فالحقيقة المصرية تتكرر لدينا باشكال متشابه، وهي نماذج فاسدة استشرت وشكلت مافيا متشابكة تعاضد بعضها البعض، والتغير والاصلاح في السياسات أصبحا مطالب ملحة تحد من تفشي شبكة الفساد التي هيمنت على صنع القرار.
وعلى المحبة نلتقي،،،
د.علي أحمد الطراح
تعليقات