دول الخليج لدى أنظمتها حصانة مقبولة للبقاء باستثناء 'البحرين'- برأي صلاح الفضلي ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2011, 12:24 ص 1625 مشاهدات 0
انحنوا للعاصفة وإلا
كتب صلاح الفضلي :
لعل أقرب وصف يصلح لتوصيف ظاهرة ثورة الشعوب العربية على أنظمتها الحاكمة، بأنها عاصفة عاتية تقتلع كل ما يقف في وجهها إذا لم ينحن. لها. وهذا ما حدث للنظامين التونسي والمصري لأنهما لم يدركا هذه الحقيقة إلا بعد فوات الأوان، والغريب أن بقية الأنظمة العربية التي تشهد تحركات شعبية لم تتعظ من الدرسين التونسي والمصري، وها هي تكرر الأخطاء نفسها، ولذلك فإنهم سيلاقون المصير نفسه.
رياح التغيير العاصفة لن تتوقف عند مصر، بل المؤكد أنه لن ينقضي عام 2011 إلا وتكون مجموعة أخرى من الأنظمة العربية قد تهاوت. ليس هناك نظام عربي واحد محصناً من رياح التغيير، وإن اختلفت نسبة الحصانة. ويمكن تقسيم الأنظمة العربية من حيث حصانتها ضد التغيير إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول وهو القسم الذي لديه حصانة جيدة ضد التغير الكامل للنظام، ويشمل لبنان والعراق، وحصانتهما تأتي من وجود نظام يسمح بتداول السلطة، وهو صمام الأمان لبقاء أي نظام. القسم الثاني من الدول لدى أنظمتها حصانة مقبولة بحكم البحبوحة الاقتصادية التي تعيشها شعوب هذه الدول، وهذا القسم يشمل دول الخليج، باستثناء البحرين. ولكن كون هذا القسم من الأنظمة بحكم الرخاء الاقتصادي ليس مهدداً بالتغيير الشامل، لا يعني عدم ظهور مطالبات تنادي بالإصلاح السياسي، وإنهاء سياسة التفرد بالسلطة وقمع الحريات. أما القسم الثالث من الأنظمة العربية فهو يختص بالدول التي ليست لديها حصانة من التغيير الشامل، وهو يشمل بقية الدول العربية، وعلى رأسها تأتي ليبيا والجزائر واليمن والمغرب، وتتبعها الأردن وسوريا وموريتانيا والسودان.
عدم قدرة الأنظمة العربية على تغيير سلوكها يعود بشكل أساسي إلى عقلية التسلط لدى العرب، ولعل خير من صور هذه العقلية المفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي في كتابه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» وهو يرى أن الاستبداد هو «أن يتعامل السلطان مع أفراد مملكته معاملة المالك لأموالهم الشخصية، فالبلاد وما فيها ملك شخصي له»، وتاريخ العرب الطويل شاهد على ذلك، فكل خليفة يأتي يؤكد على معنى الحكم المطلق، ولذا ليس غريباً أن نسمع عبدالملك بن مروان يفتتح عهده مخاطباً الناس «أما بعد فإني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم»، وإذا كان عبدالملك بن مروان يداوي الناس بالسيف فحكام العصر يداوونهم بالرصاص الحي والدبابات.
جميع الأنظمة العربية من دون استثناء مطالبة بالانحناء للعاصفة، ومن يكابر أو يعاند فالمستقبل سيعانده.
تعليقات