هل تكون الحكومة الجديدة على قدر الحراك السريع في محيطنا الإقليمي؟!- حسن جوهر متسائلا ؟
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2011, 12:17 ص 2349 مشاهدات 0
شباب يصنع المستقبل!
د. حسن عبدالله جوهر
ينظر القطاع الطلابي إلى أحداث الساحة العربية في تونس ومصر وليبيا بكل واقعية، كما لا يتحفظ على إبداء الرأي فيما يحدث في منطقة الخليج بدءاً بالبحرين والسعودية وأخيراً سلطنة عمان، حيث بدأت الأصوات ترتفع بشكل جلي حول الإصلاحات السياسية والمكتسبات الشعبية والشراكة الحقيقية في صنع القرار.
بشعار واثق من نفسه نظم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، فرع المملكة المتحدة وإيرلندا، مؤتمره الاحتفالي بمناسبة الأعياد الوطنية في لندن تحت عنوان 'نصنع المستقبل'، وكان لي شرف الحضور والمشاركة في بعض فعاليات هذا الملتقى الشبابي الجميل.
ولست بصدد الإشادة بجهد أبنائنا الطلبة على الرغم من انشغالاتهم الدراسية ومحدودية إمكاناتهم على تنظيمهم الرائع واستضافة المئات من زملائهم الطلبة والطالبات، فهذه صورة من صور الثقة بالنفس والاعتماد على الذات لشبابنا الكويتي في الخارج عموماً.
ولكن ما يبهر حقاً ويدعو إلى التفاؤل بمستقبل الكويت هو نمط التفكير والحس الصادق لمجاميعنا الطلابية، ومتابعتهم للشأن العام، وجرأتهم الكبيرة في طرح قضاياهم وآرائهم بوضوح وشفافية وتلقائية، وهذا هو الانطباع العام الذي خرجت به نتيجة التواصل المباشر مع عدد كبير من الطلبة؛ سواء من ممثلي الاتحاد الوطني أو من عموم الدارسين في بريطانيا وإيرلندا، وهو ذات الانطباع الذي ترسخ لدي في أثناء مؤتمر اتحاد الطلبة في الولايات المتحدة وكندا خلال شهر نوفمبر الماضي، على الرغم من الاختلاف السياسي بين إدارة الاتحادين والفكر الطلابي التنافسي بينهما.
وهذا ما يؤكد حقيقة واضحة مفادها أن شباب الكويت لا يختلف عن الشباب العربي الذي يقود الحراك الشعبي في العالم العربي اليوم من أدناه إلى أقصاه، وبات يتزعم الحركة السياسية بعفوية منظمة، وهو يتدفق بنبض الشارع وهمومه وشجونه وطموحاته، ويتسلح بقوة التواصل السحرية عبر 'الفيس بوك' و'التويتر'، ويتحدث بلغة واحدة صقلها التحصيل العلمي المتميز.
وهذا القطاع الطلابي يتناول الشؤون السياسية دونما مجاملات أو 'برتوكولات' دبلوماسية، وينظر إلى أحداث الساحة العربية في تونس ومصر وليبيا بكل واقعية، كما لا يتحفظ على إبداء الرأي فيما يحدث في منطقة الخليج بدءاً بالبحرين والسعودية وأخيراً سلطنة عمان، حيث بدأت الأصوات ترتفع بشكل جلي حول الإصلاحات السياسية والمكتسبات الشعبية والشراكة الحقيقية في صنع القرار.
ولذلك فإن التصريحات المتملقة والمتزلفة بأننا نختلف عن تونس أو مصر أو البحرين لم يعد لها محلٌّ من الإعراب، وكان غيرنا أشطر عندما ردد نفس هذه الكلمات وإذا بالتيار الشعبي يجرفها!
فالحالة الخليجية يبدو أنها قد نضجت، والحراك الشبابي فيها لم يعد مدفوناً تحت التراب، ومطالبها أصبحت استحقاقات ملحة وآنية، فرغم الفارق بيننا وبين الكثير من الشعوب العربية في مستوى المعيشة أو سقف الحريات، لكن هذه الامتيازات لم تعد كافية لتأجيل أو تسويف عملية الإصلاح السياسي الحقيقي عبر بوابة احتواء روح الشباب القادم بقوة، وامتصاص حماسهم الجاد من خلال المؤسسات الدستورية ومراكز صنع القرار.
ولعلنا في الكويت أمام محك تاريخي ونحن نترقب الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة ينتظر الشباب قبل النواب والقوى السياسية نهجها، وطريقة تفكيرها، ومنطلقات سياستها القادمة، ونوعية الوزراء فيها، وقدرتهم على صنع القرارات المصيرية لمستقبل الكويت، فهل تكون هذه الحكومة على قدر الحراك السريع في محيطنا الإقليمي، وفي ذات الوقت تكون نابعة من حجم الطموح الشعبي الكبير في مطالباتها وسقفها العالي الذي لم يسبق له مثيل؟!
تعليقات