عزيزة المفرج تستنكر غياب التلفزيون الرسمي عن الأعياد الوطنية، كأنه تلفزيون تابع لجزر الواق الواق ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1984 مشاهدات 0


بقعة ضوا
 

الأولي.. حسافة

 
كتب , عزيزة المفرج
 
 
ثلاثة أعياد وطنية تحتفل بها الكويت في شهر فبراير، وكلها كبيرة، والتلفزيون الرسمي لم يعطنا انطباعا بأهمية تلك المناسبات، وكأنه تلفزيون تابع لجزر الواق الواق، فلا أعلام وصور تزين الأستوديوهات، ولا بادجات وأوشحة تزين صدور المذيعين والضيوف، اللهم الا من شعار يتيم ظهر على زاوية الشاشة.
أعياد استقلال وتحرير وجلوس وقناتنا الأولى، يوم الخميس 24 فبراير، حاطة لنا ورل يغازل ورلة، ومع جكر الاثنين من المدقر للدعامية، ومع بشاعة مشهد غزلهم الذي يشبه جاثوم رابض على صدر جاثومة، الا أنني انتظرت صابرة، فربما للموضوع علاقة بأعيادنا الوطنية، وربما تكون هناك دعاية عن الحب بين الحيوانات حتى الحرشة منها، ولكن المنظر انتقل بسرعة لذئاب تصطاد غزلانا ثم جاء الدور على الحباري التي تحولت الى فرائس وبعدها الأرانب البرية التي تركض خلفها كلاب حلفت ألا تتركها الا وهي أشلاء لحم متناثر، وأخيرا ظهر صقر يطارد ثعلبا صغيرا ولم يتركه الى ان لاذ بجحر في الصحراء يحتمي فيه منه، وأنا صابرة أتفرج بانتظار فهم العلاقة، ثم قلت بس وجدتها!
لابد ان يكون للبرنامج علاقة وثيقة بالصيد الجائر للطيور العابرة لسماء الكويت والحيوانات المقيمة على أراضيها الأمر الذي دفع الشيخة أمثال الصباح لعمل محمية تحافظ فيها على البيئة الصحراوية ومخلوقات ربنا فيها التي تكاد ان تنقرض وتختفي عن وجه الدنيا، وتصبح مجرد صور في كتب، أو عظام في متحف، وهذا الفيلم يوضح هذا الموضوع.أكيد.فلا تفسير آخر أضع يدي عليه.
هنأت نفسي على ذكائي، وانتظرت رؤية التكملة التي ستظهر تلك الحيوانات وقد أصبحت في أمان بعد ان احتضنتها محمية الشيخ صباح الأحمد، ووفرت لها بيئة عيش تأمن فيها على نفسها وأهل بيتها، ولكن الفيلم الذي يحمل اسم حديث الصحراء، انتهى ولم تأت التكملة المرجوة، وآخر ما شاهدناه كان شمس تغرب، وجمال تسير، أتاري الموضوع بصوب، وحضرتي بصوب.
كنت، وأنا أتابع البرنامج، أترقب ظهور مشاهد غير متوقعة، تحمل بمجملها هدفا تريد وزارة الاعلام ومخرج العمل الوصول اليه طالما ان عرضه يتم في تلك الأيام الوطنية المجيدة مثل التعريف بمعنى وقيمة الوطن، وأهمية الشعور بالأمن الذي يوفره الوطن لمواطنيه بعيدا عن الخوف من أمور الحياة المختلفة التي تفترس احساس المواطن بالأمان كما افترست الجوارح والضواري احساس الأمان عند طيور وحيوانات الصحراء المسكينة، المسالمة، قبل ان تفترس أجسادها.
ظننت ان الفيلم المعروض يحمل رمزا عن المخاطر التي يتعرض لها الكائن الحي ان سار وحده، أو جعل من نفسه عرضة للانتهاك، واذا بالموضوع مجرد ساعة تلفزيونية لابد من ملئها بأي برنامج حتى لو كان عن الطيور والحيوانات.
في شهر الأعياد كان التلفزيون الكويتي مقلا جدا في عرض الأغاني الوطنية، وما أكثرها في مكتبة التلفزيون، كما تجاهل اشباع حاجة المواطنين للشعور بأنهم يعيشون أجواء أعياد وطنية مبهجة ومفرحة ولولا القنوات الأخرى، الخاصة، لانتهى شهر فبرايرالجميل، قبل ان نشعر بحلاوته.

عزيزة المفرج

 

 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك