علي الطراح يُذكر الخطيب بلقائهما مع أنور الرشيد وزايد الزيد ' انه فساد الذمم لمن انتفخت جيوبهم'
زاوية الكتابكتب فبراير 27, 2011, 12:48 ص 2986 مشاهدات 0
أنت وأنا
لا يا دكتور الخطيب.. الحل في نقد الذات والمكاشفة
كتب , د.علي أحمد الطراح
فعلا يا دكتور انها أجواء حبلى بالمتغيرات في المنطقة العربية، وفعلا ان التغيير يكمن في عقل الحكم العربي الذي يرفض الاعتراف بالواقع وتربى على التسلط، وفي الحالة النفطية حاصر المال العقل واعتقد البعض بانهم بالمال يشترون العقول ويزورون الحقائق، انها كارثة يا دكتور احمد لا مفر لنا الا بالمواجهة مع النفس ونقد الذات. لا خلاف يا دكتور إن السياسة المدمرة هي التي أوصلتنا الى الحضيض ولكن هل نحصر اللوم في النظام ام نكاشف أنفسنا ونقول أين موقع من رفعوا شعار الوطنية وهم اليوم في مواقع النصيحة والاستشارة في مختلف دوائر الدولة، وهي تعرفهم ونحن نعرفهم، وكلنا يعرف دورهم المزور للحقائق وهم من يدلون بنصائحهم لمن يصنع القرار؟. يا سيدي آن الأوان ان نتكاشف ونقول الحقيقة وننقد الذات ولا نقفز على الواقع.
يا سيدي أي حوار تتكلم عنه، فالحوار لا يعكس كل الشرائح وهؤلاء لا يتكلمون باسم الشرائح الاجتماعية المكونة لمجتمعنا، فهم مازالوا يرون الكويت بعيونهم الخاصة وبدوائرهم التي لا تخرج عن مساحة الغرفة، فهم وان كان لهم دور في نهضة الكويت فلا يعني ان نغفل دور بعضهم المخرب الذي دخل في زواج المال والسلطة، وهم من لا يعترف بواقعنا الاجتماعي ويستمر بالاستحواذ على كل شيء لأنه يرى الكويت وكأنها قسيمة صناعية يملكها ويدر منها المال وكأنه حق من حقوقه السماوية. قد أكون قاسيا عليك بنقدي ليس لأني اختلف مع ما في داخلك بقدر ما انطلق من حرصي على تاريخك المشرق والمشرف، فيا سيدي هم من مارس التمييز الاجتماعي والطبقي ضدك وفي بداية حياتك النضالية وهم من رفضوك واعتبروك خارجا عن سمائهم الزرقاء، فلك ان تتخيل معنا كم هي المأساة ان نستمر ونغفل دورهم اليوم، وهو الدور المدمر لديموقراطيتنا، وليس النظام السياسي كما تعتقد.
يا سيدي هم يرفضون التنوع وأنت كما تتذكر في لقائنا بالفنطاس مع الصديقين أنور الرشيد وزايد الزيد عندما صارحتنا بوصفك «انه فساد الذمم لمن انتفخت جيوبهم»، وأنت ونحن نعرف من هم هؤلاء، فالفاسدون لا يعنون لنا شيئا لأنهم مكشوفون للجميع ولكن نحن نتحدث عمن يتخفون بالثوب الوطني وأنت ترفض ان تشير لهم بالبنان وتصحح مسيرة العمل الوطني. لا تعول كثيرا يا دكتور على الحوار، فالحوار ما هو الا مساحة لمزيد من الاستحواذ على المصالح الخاصة. يا سيدي أنت تعرف كيف غيبوا الطبقة الوسطى وسحقوها وهم لا يريدون لها النهوض لأنها نهايتهم التسلطية على مقدرات مجتمعنا. يا دكتور ان التاريخ مسؤولية فلا تشترك معهم بتزوير التاريخ، فهؤلاء علينا فضحهم لكونهم يسدون بنصائحهم الفاسدة والمدمرة لوطننا. يا سيدي التفت وقيّم لنا التحالف الوطني الديموقراطي واكشف لنا كيف انتهى، وانظر للتحالف النووي وما عليك الا ان تحسب النتائج وجني الثمار. يا عزيزي فلنقف برهة ونتصارح ونكشف الحقائق ونكف عن لوم النظام ونحمله المسؤولية دون ان نحمل أنفسنا المسؤولية التاريخية في ظل التحولات العالمية التي ليست ببعيدة عن الحدود التي أسقطتها العولمة.
نحن اليوم نشعر بمرارة لما يحدث في مشهدنا الكويتي ولعلها مرارة لا تدوم في ظل التغيير الذي يعيشه العالم، فهذا مبارك اقرب الحلفاء يسقط بأيديهم، وهو درس للاغبياء الذين يعتقدون بان المال يصنع المعجزات. ونختم ونحن نحتفل في عيدي الاستقلال والتحرير بان يحمي الله الكويت من كل سوء وان تفتح الجسور للحوار في ظل القيادة السامية لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله.
وعلى المحبة نلتقي،،،
د. علي أحمد الطراح
تعليقات