القرآن قد يكون دستور المسلمين ولكنه ليس دستور الكويتيين، والمفروض ان تنظم التربية مسابقات لتحفيظ الدستور الكويتي، لا دستور وزير الأوقاف..فحوى مقالة عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب ديسمبر 1, 2007, 8:23 ص 577 مشاهدات 0
إلا دستور..
بقلم: عبداللطيف الدعيج
قبل اسابيع ربما صارت شهورا الآن انطلقت حملة اعتبرتها سخيفة تحت مسمى 'الا الدستور'. سبب سخافتها كان في نظري ان القائمين بها هم اكثر الاطراف تعديا على الدستور، واكثر من يتلذذ بخرقه يوما بعد يوم. اليوم اجد الشعار فعالا ولكن بعد ازالة الالف واللام ليصبح 'الا دستور..'.
السيد وزير المواصلات ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية عبدالله المحيلبي خطب، كعادة كل مسؤولينا، في حفل تكريم الفائزين بمسابقة القرآن قائلا 'اننا نلتقي اليوم حول القرآن الكريم هذا الكتاب المنزل على هذه الأمة من عند الله لتتبين به السبيل المستقيم في كل شؤونها وتفاصيل حياتها، فهو نور يستضاء به ودليل لا يضل متبعه ودستور يحتكم اليه وتشريع يترافع اليه..'. طبعا، المفروض في دولة الكويت ان يكون فيها مسابقات لتحفيظ الدستور الكويتي، ولجان ومدارس لشرحه وتنوير الناس بحقوقهم به.. والدستور الكويتي هو دستور 1962 الذي وضعه الآباء المؤسسون وليس دستور السيد وزير المواصلات او من اتبع ملته.والمفروض ان يكون الدستور الكويتي هو ما يتم تحفيظه ودراسته في مدارس وزارة التربية. لكن كما قلنا اذا كان جماعة 'الا الدستور' هم الاكثر انتهاكا له فكيف تكون حال ونظرة من نشأ على انتهاكه وتربى على وضعه على الرف؟ الحكومة معنية ليس فقط بتجاهل الدستور الكويتي وحسب، ولكن بتسويق كل ما يؤدي الى التقليل من اهمية هذا الدستور ويعمل على التصغير من شأنه.
ليس لدينا دستور غير دستور 1962، والقرآن قد يكون دستور المسلمين ولكنه ليس دستور الكويتيين. والتشريع الذي نحتكم اليه هو قانون الجزاء الكويتي، وهو قانون مدني مستمد من خبرات وتراث الانسانية جمعاء.
طبيعي ان يخطب السيد وزير المواصلات ووزير الاوقاف خطبته العصماء. فلا رئيس الحكومة سيطالبه بتصحيح معلوماته، ولن يجرؤ نائب في مجلس الامة على توجيه سؤال اليه. اما المتشدقون بحماية الدستور ومن ادخلوا البلد في متاهات بسبب ادعاءات وهمية عن تعطيله او انتهاكه فانهم كالعادة سيولون انظارهم الجهة الاخرى ويغضون النظر، فالمسألة فيها دين وتدين وهذا ما لاقبل للدستوريين به.
القبس
تعليقات