سعود السبيعي يتساءل: ندعي كذبا بأننا للكويت والكويت لنا ولكن الحقائق والشواهد تكذبنا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2384 مشاهدات 0



 
ما أسهل أن تكون بطلاً 
 
الجمعة 25 فبراير 2011 - الأنباء
 
 سعود السبيعي


الكويت هي البداية وهي النهاية من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي، ما أجمل التغني والإنشاد في حب الوطن ذلك الحب المقدس الذي لا يفوقه سوى حب الله بل إن حب الوطن قربى إلى الله واعتزاز وشموخ بالانتساب والانتماء.

نستقبل أعيادنا الوطنية ونحن نعيش حالة من الترقب وسط أجواء من الحيرة يتقاسمنا اليأس من جهة والتفاؤل من جهة أخرى وتتقافز من حولنا الأسئلة وتلاحقنا علامات الاستفهام تبحث عن إجابة ولا نملك سوى الصمت، فلابد أحيانا من لزوم الصمت كي يسمعنا الآخرون بحسب نصيحة جلاسكو

إن للإنسان آمالا وأماني تتجدد في كل عام وللأوطان أيضا آمالها وأمانيها ولكن من يحقق للأوطان أمانيها.


وللأوطان في دم كل حر

                                 يد سلفت ودين مستحق


لماذا نحاول نحن الكويتيين في كل مناسبة فرح تحييد الوطن وإقصاءه لتحقيق طموحاتنا على حسابه لماذا في كل أزمة تدور بيننا نضع الوطن داخل قدر يغلي فوق النار وندور حوله كرجال قبيلة إفريقية مرددين شعاراتنا الغوغائية لنكون نحن الأبطال والوطن هو الضحية؟ لماذا تزدحم نفوسنا بالأماني والطموحات الشخصية دون أن يكون للكويت منها نصيب؟ ندعي كذبا بأننا للكويت والكويت لنا ولكن الحقائق والشواهد تكذبنا والنتائج تبلغنا بصوتها الجهوري المفزع بل أنتم لأنفسكم لا للكويت.

نعيش ونقتات على أوجاع الوطن لنلتقط أمجادنا الشخصية، ونلوذ دائما خلفه لا نصطف حوله نمشي وراءه ليحمينا لا أمامه لنذود عنه، كلنا ندعي البطولة ولكن بطولة تهميش كل منا للآخر، إنها بطولة تقزيم الوطن وتعظيم الـ «الأنا» المتضخمة في داخلنا، وأما عز الوطن ورفع هامته فهو آخر اهتماماتنا لأننا مشغولون عنه بأنفسنا نتوالد ونتكاثر بالانشطار كخلايا النحل طلباتنا لا تنتهي وأطماعنا لا تنضب وتبقى أفكارنا تجاه الوطن هي ذات الأفكار عبارة عن نسخ كربونية لا تحمل سوى كيف نصبح أبطالا دون أن ندفع ثمن بطولتنا لمن أطعمنا من جوع وآمننا من خوف، فما أسهل أن تكون بطلا في الكويت.

وكل عام وأنت بخير يا وطني.
 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك