فهد الشمري مهندس كيميائي 'بدون' تحول إلى 'شريطي'، قصة يرويها لنا ذعار الرشيدي ؟!

زاوية الكتاب

كتب 4398 مشاهدات 0


مهندس كيمياء بدون.. وشريطي! 
 
الخميس 24 فبراير 2011 - الأنباء
 
 
 

كما قلت سابقا وكررت ان التعامل مع البدون على اساس انهم طيف واحد او مجموعة من المستنسخين المتشابهين الى حد التطابق هو أمر خاطئ، فالبدون شرائح وكل حالة من حالات تلك الشرائح تختلف عن الاخرى، والمصيبة ان جميع القوانين التي صدرت كلها تتعامل مع البدون كشكل بشري واحد، لذا ظلم المستحقون منهم للجنسية ايما ظلم وحرم كثير منهم من أبسط الحقوق الانسانية التي ضيعت مستقبل المئات من أبناء تلك الفئة وحطمت احلام كثير منهم على صخرة قانون وضع لكيلا يطبق.
ولا أقصد من رواية الحكاية التي سأوردها بقلم صاحبها كما ارسلها: جاء أبي رحمه الله الى الكويت منذ اكثر من خمسين عاما طلبا للرزق الكريم والتحق بسلك الشرطة عام 62 وكان مثالا للانضباط والاخلاص والولاء للوطن حتى توفاه الله عام 87 اثناء أدائه الواجب وهو يرتدي زيه الرسمي وفي مركبة حكومية وعند تشييعه تم لف جثمانه بعلم الكويت ثم دفنوه واخذوا العلم معهم وحضر ممثل لوزير الداخلية وقيادات كبار رأيتهم فقط يوم دفنه ولم ارهم بعد ذلك الا في صفحات الجرائد، ثم بدأت المعاناة فلا اثبات سوى الميلادية ولا معيل ولا اب، آه ما اصعب ان تعيش يتيما وعمرك لم يتجاوز الثلاث عشرة سنة واصغر اخوتك عمره ثمانية اشهر فقط فتحمل الهم مبكرا ولا يوجد معك الا الله وهو نعم الوكيل.

وللانصاف لم ار في حياتي حنانا ووفاء واكراما للشهداء الا في الفترة التي تولى فيها الشيخ احمد الحمود وزارة الداخلية بعد التحرير مباشرة ولا انسى الرائد صالح الورع والعميد المخلد واسأل الله ان يجزيهم عنا خير الجزاء، وفي عام 92 دخلت كلية الهندسة في جامعة الكويت واختي دخلت كلية الطب وتخرجت عام 98 بتقدير جيد من الجامعة واحمل بكالوريوس في الهندسة الكيميائية وتفاءلت قليلا ولكن سرعان ما تلاشى التفاؤل ولم استطع العمل كمهندس وظللت بلا عمل لمدة اربعة اعوام فاتجهت الى الحراج كحال اغلب البدون وعملت شريطيا ببكالوريوس الهندسة الكيميائية ومرة تصيب وعشرة تخيب ولكن الحمد لله مازلت أكافح، وفي عام 96 بدأت الحكومة في تجنيس اسر الشهداء عن طريق مكتب الشهيد، ولكن مكتب الشهيد ابلغنا انهم ليسوا معنيين بتجنيسنا لأننا اسرة شهيد قبل الغزو.

توضيح الواضح: كان ذلك نص ما كتبه فهد الشمري بخط يده ولم اتدخل الا بما تقتضيه حاجة التصرف، والآن اسألوا انفسكم: ابن شهيد ومهندس كيمياء وشقيقته طبيبة ان لم يكن امثال هؤلاء يستحقون التجنيس فمن يستحق؟!

ذعار الرشيدي 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك