د. فهد المكراد يبحث عن قادة عرب متميزين يحملون أوصاف عمر بن عبدالعزيز
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2011, 2:50 ص 1461 مشاهدات 0
قراءة للمشهد السياسي العربي
كتب د. فهد المكراد
عوامل واسباب ما يدور في العالم العربي من الجنوح الى الثورات ترجع لترسبات واحتقانات سابقة ومن يتابع ما صرح به الذين كانوا قريبين للرئيس التونسي السابق بن علي والرئيس المصري السابق يجد تشابه المشهدين بالعوامل الظاهرة للسطح ومنها ان المقربين لدى الرئيسين السابقين كانا من رجال الاعمال الذين يهدفون الى تحقيق اقصى مصلحة اقتصادية فردية لهم. اضف الى ذلك البطانات من المستشارين الذين غيبوا الرئيسين عما يدور في البلاد واكتفوا بإشارة كل حاجه تمام يفندم المقولة الخالدة والمعروفة، كما ان غياب العدالة الاجتماعية والمساواة التي هي من دعائم استقرار المجتمع ساهمت بالإسراع بهذه الثورات العارمة. ومن خلال المعطيات نرى ان هناك تفاوتا بين الاغنياء والفقراء ما ادى الى وجود فجوة بين طبقتين يشكل الفقراء فيها العدد الاكبر والسواد الاعظم من الشعبين التونسي والمصري ، كما أن الأمية منتشرة بشكل كبير بين الشعبين، اضافة الى عدم وجود وغياب تكافؤ الفرص ، غياب الاصلاح السياسي المؤسسي بين فترة واخرى، والمتابع للشأن العربي يرى عدم وجود استفتاءات حول بعض الاوضاع ليرى مؤشرات الرأي العام حول مجمل القضايا الاقتصادية والسياسية والتي تصب في مصلحة البلاد والعباد، كما ان النفاق السياسي من المقربين للزعماء يجعل الحاكم يعتقد ان قراراته مرحب بها في اوساط الشعب.ومن يحلل الاوضاع المتسارعة والمتلاحقة في الوطن العربي يجد ان الأغلبية من الزعامات العربية تعتمد على تسير الامور من خلال الاستخبارات العسكرية، والاجهزة الامنية وهى اجهزة ليست جديرة بدراسة الاوضاع العامة للرعية وانعكاسات سياسات الدولة عليهم ايجابا وسلبا كما ان الملاحظ ان هناك تباعدا وفجوة بين الحكام والعلماء بين الحاكم والفقراء يقول عالم الاجتماع المعروف اسبين وزا” ان الغاية التي انشئت من اجلها الدولة هي حماية حرية الافراد وسلامتهم وفسح المجال امام طاقاتهم وقدراتهم البدنية والعقلية والروحية.
تحقيق هذه الاهداف من الامن والحرية يقتضى تنازل الفرد عن حقه في ان يسلك مايشاء ومتى مايشاء ومقابل هذا التنازل يتمتع الافراد بحرية كاملة في التعبير عن ارائهم وافكارهم مع بقائهم متمتعين بهذا الحق مادام تفكيرهم قائما على مبادئ العقل واحترام الاخرين وايضا مادام الفرد لم يقم بأي فعل من شأنه الحاق الضرر بالدولة”. انتهى كلامه ومما ذكر عن امير المؤمنين الخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه مخاطبا الفضيل ابن مالك ارجو ان تأخذ بتلابيبي وتنفضني بكلتا يديك ان رأيت منى تجاوزا في العدل وظلما للناس حتى اعود واستدرك ما أقوم به من أفعال رحم الله عمر بن عبدالعزيز الذى يذكره التاريخ بأحرف من نور في سياساته وعلاقاته بشعبه وما أحوج ما نكون للقادة المتميزين في هذه الظروف العصيبة التى تمر بها الامة العربية والله المستعان من قبل ومن بعد.
تعليقات