ثلاث رسائل مهمة- برأيه- يوجهها علي الراشد للشعب، وللنواب، وللوزراء، متسائلا: فهل من مجيب ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2011, 12:52 ص 2245 مشاهدات 0
ثلاث رسائل مهمة.. فهل من مجيب؟!
كتب علي الراشد :
على الرغم من أنني لست ممن يؤيدون نظرية المؤامرة في تفسير الكثير من الأمور، فإنني حينما أنظر إلى ما يجري من حولي في الكويت هذه الأيام أجد نفسي مدفوعاً باتجاه التفكير في مؤشرات عديدة، تقطع يقيناً بأن هناك مؤامرة يجري تنفيذها، وإن كنت أتمنى وأرجو أن أكون مخطئاً في تقديري.
وبعيداً عن التفاصيل، فإنني سأركز على جوهر رسائلي التي أريد أن أبعث بها في هذه السطور، وهي ثلاث رسائل:
رسالتي الأولى إلى الشعب..
أقول أولاً لشعبنا الكويتي العظيم انتبهوا جيداً أيها السادة، فما يجري في المنطقة أمر خطير ويثير قلقنا ومخاوفنا إلى أقصى حد، ولا عاصم لنا اليوم إلا وحدتنا وتماسكنا وتلاحمنا، خصوصاً أن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة فنحن ننعم بالحرية والديموقراطية، والعلاقة أبوية وتفيض مودة بين الحاكم والمحكوم، وننعم بفضل الله تعالى بخيرات كثيرة تجعل حياتنا أكثر سعادة، لكن ما ينغص حياتنا هو الطابور الخامس الذي يسعى إلى بث الفرقة والتناحر بين صفوفنا ويسعى دائماً إلى النيل من استقرارنا، فحذار كل الحذر من تمكينه من استغلال الظروف المحيطة بالمنطقة لتحقيق مؤامراته الدنيئة التي يسعى إليها.
الآن، آن لكم أن تدافعوا عن مقدراتكم وعن وطنكم، ولا تكتفوا بالفرجة والتذمر، آن الأوان للأغلبية الصامتة لتقول كلمتها وترد كيد كل من يضمر الشر للكويت، فلا تتهاونوا، فمعظم النار من مستصغر الشرر؟! فهل من مجيب؟!
رسالتي الثانية إلى النواب..
أقول للنواب الموقرين ونحن نمر في أيام غالية ونعيش لحظات مفعمة بالوطنية، إنه لابد من أن ننتبه إلى ما قد يحاك للكويت، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية كلها، دعونا نحدد أولوياتنا وقضايانا ونرتبها، دعونا نحدد حجم خلافاتنا ونضع سبيلاً وطريقاً نعالج به هذا الخلاف.
دعونا نختلف على «وزير».. على «قضية».. على «قانون»، أو حتى على «رئيس وزراء». المهم أن يدلي كل منا بدلوه، ويقول رأيه، ويأتي بحججه ويدافع عنها بكل قوته، لكن دعونا لا نختلف على الكويت، ففيها بقاؤنا جميعاً.
لنتحاور بإخلاص وجدية حول كل قضايانا ولا ندع الخلاف يوسع الفجوة بيننا، ولا أبالغ إذا قلت إن استمرار الخلاف حول تشكيلة الحكومة الحالية برئيسها يفتح الباب أمام الدسائس والفتن، في ظل ظروف مخيفة تجري من حولنا، فهناك ــــ بكل أسف ــــ من يحاول أن يوظف هذه الخلافات ويترجمها إلى أغراض دنيئة، ويرغب في إحداث الفتنة والوقيعة، وعلينا أن ننتبه ولا يقودنا المتآمرون إلى الهاوية!
نحن نعيش أياماً غالية، دعونا نستلهم منها تماسكنا ووحدتنا في مواجهة أي عدو، لذا استحلفكم بالله أن تدعوا خلافاتنا جانباً، وتدركوا حجم «التآمر» الذي نراه حولنا، وأن نتسامى جميعاً على خلافاتنا، حفاظاً على وطننا، في ظل هذه الظروف، فهل من مجيب؟!
رسالتي الثالثة إلى الوزراء..
أما رسالتي الثالثة، فهي إلى السادة الوزراء، وأقول لهم لقد مضى الآن عامان على توليكم المنصب الوزاري، ولعلكم لمستم ـــ كل في موقعه ـــ مدى وقوف الأغلبية النيابية معكم، وكم آزرت مواقفكم وقراراتكم وساندتها، كما صوتت مع كل القوانين التي صدرت لمصلحة الشعب الكويتي، وأقول لكم بكل صدق إننا وإن كنا لا نشكك في ذمة أو ضمير أحد، فإنه يجب علينا أن نقر بأن أداء البعض منكم لم يرق إلى مستوى الطموح، لذا أدعوكم إلى الإسراع في تقديم استقالاتكم إلى سمو رئيس الوزراء، ليتمكن من تشكيل حكومة جديدة بوزراء قادرين على تحمل المسؤولية، في ظل الأوضاع الراهنة، متمنياً عليكم ألا تطغى الرغبة في التمسك بالكرسي الوزاري «وبريقه على الإحساس بنبض الوطن ورغبة الشارع، وفي ظل هذه الظروف العصيبة علينا جميعاً التحلي بروح المسؤولية الوطنية»، فهل من مجيب؟!
بقلم النائب علي الراشد *
• أمين سر مجلس الأمة الكويتي
تعليقات