هل من حق الأسرة الحاكمة في الكويت تشكيل حزب سياسي؟ تساؤل يطرحه رجا المطيري، حتى يضمن الحماية من غدر الأحزاب

هل من حق الأسرة الحاكمة في الكويت تشكيل حزب سياسي؟!
كتب:رجا حجيلان المطيري
نحن نعتقد بأن النظرة الى موضوع التحزب والحزبية تختلف من مجتمع الى آخر وكذلك تختلف من دول متقدمة الى دول متخلفة، والتقدم والتخلف عملية نسبية يحكمها الحراك المجتمعي وما يختزنه من قيم وعادات وتقاليد واخلاقيات توارثتها الاجيال واصبحت تحدد اتجاهات المجتمعات الا ان هناك مجتمعات تمردت على موروثها وانسلخت عن قيمها واصبحت بلا هوية تعرف بها، وليس لديها اهداف محددة تسعى اليها فتباينت الآراء وتعددت المشارب واصبح كل يغني على ليلاه، والدليل على ذلك ان بعض الاخوة الاكارم اعتقد بأن الخلاص من كل الانفاق المظلمة هو الذهاب بشكوى الى القضاء بغيبة الحكم لهم بانشاء احزاب سياسية، وقد اكدوا في شكواهم أن ما ذهبوا اليه يتفق مع مواد الدستور الكويتي ولا يخالفه وهو قول لنا عليه تحفظ فيما ذهبوا اليه من حجج قد تكون صوابا يحتمل الخطأ وما دام اللجوء الى القضاء حق مشروع لكل مواطن فأعتقد اننا نحن الشريحة الصامتة في المجتمع الكويتي ايضا من حقنا الذهاب الى المحكمة للمطالبة بعدم انشاء الاحزاب ايا كان نوعها ولونها وانتماؤها وولاؤها ولان الدستور الكويتي لم يشر من قريب او بعيد الى ضرورة انشاء احزاب ولا يعني وجود دكاكين حزبية تدار من قبل ولاءات خارجية ان يأتي من يلوي عنق الدستور ليتماشى مع تلك الكيانات الحزبية واعجب ما نرى هذه الايام ان بعض وكلاء الاحزاب من اعضاء مجلس الامة الموقرين يتسابقون الى تقديم مقترحات ضيقة الافق بشأن انشاء احزاب سياسية وهم بذلك يخالفون توجهات قواعدهم الشعبية التي ترفض مثل السلوك البغيض ولعل الامر المهم والسؤال الذي يحتاج الى اجابة صريحة وواضحة هو هل من حق الاسرة الحاكمة في الكويت انشاء حزب سياسي خاصة وان الترشيح لمجلس الامة والانتخابات حق كفله الدستور لهم، وما يمارسه البعض في استخدام مفردات لغوية ذات دلالة سياسية تتمحور حول النأي بأفراد الاسرة الحاكمة من دخول الانتخابات حتى لا يتعرضون للتجريح والقذف والقول النابي وهذا قول مردود عليه، فقد تعرض بعض افراد الاسرة الحاكمة الى أسوأ من ذلك خاصة في مناقشات واستجوابات مجلس الامة وعودا على ما سبق فنحن بحاجة الى فتوى تتفق مع الدستور حول امكانية قيام الاسرة الحاكمة يطلب انشاء حزبي سياسي ومع كرهي غير المتناهي للاحزاب فانه اذا جاز للاسرة انشاء حزب سياسي فسوف اكون اول منتسب لهذا الحزب سأكون آمنا على عرضي ومالي ونفسي ولن افاجأ بزائر الفجر، وكذلك لن تتم تصفيتي او ابعادي عن البلاد بسبب مخالفتي بالرأي لأي حزب سياسي مثل تلك الاحزاب المحيطة بنا والقريبة جدا منا وما نحتاجه هو فقط إعمال العقل والتدبر، وبألا يوسد الامر لغير اهله.