قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 4-7
عربي و دوليفبراير 23, 2011, 12:16 ص 5629 مشاهدات 0
في سنوات لم تبتعد عنا كثيرا، بذل شهداؤنا الابرار أرواحهم فداء للوطن،و بمناسبة ذكرى تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم، نتذكرهم بالإجلال والتقدير،عسى الله ان يتقبلهم بواسع رحمته. كما إن من الوفاء ان نذكر رجال آخرين يستحقون الثناء، حملوا لواء قيادة التشكيلات العسكرية الكويتية منذ ان كانت بسيطة العدد والعدة، حتى اصبحت جيشا محترفا نلتف حوله ونعتز به وبرجاله.
لن نصنع أبطال من فراغ، لكن مما لاشك فيه انه كلما تراجع عدد من نفتخر بهم من رموز وطنية ،كلما زادت شريحة من تزيدنا افعالهم إحباطا، فيتسلل القنوط،الى نفوسنا ومعها يختفي الاحساس بالعزة الوطنية.
رئيس الاركان الاول
كان أول رئيس لأركان الجيش الكويتي هوالمرحوم الفريق الشيخ مبارك العبد الله الجابر الصباح 1934 -1987م ،والذي انظم للجيش في عام 1953م حال تخرجه من بريطانيا من كلية ساند هيرست العسكرية[1]. وقد رافق مبارك العبد الله الجيش منذ بدايته حيث جري تعينه نائبا لقائد الجيش الشيخ عبدالله المبارك، إلي أن صار رئيسا للأركان في مارس 1963م. وقد أتصف المرحوم بالاخلاص والمرونة وببعد النظر في كل القضايا العسكرية.وكان له دورا مميزا في تطوير الجيش الكويتي،فقد كان عسكريا محترف،ولم يكن لطموحة حدود،ومن ذلك انه كان يرى ضرورة جعل الجيش الكويتي بحجم فرقة، كما كان يرى إيصال حجم القوات الخاصة فيه الى حجم لواء. ورغم ان حجم الجيش الكويتي لم يكن يصل الى 3000رجل في صيف عام 1961م إلا انه حال تلقيه أوامر القيادة السياسية سارع بوضع خطة دفاعية لوقف طغيان عبد الكريم قاسم،و تمثلت في فتح قيادة أمامية في الروضتين وقيادة خلفية في الجهراء، حتى وصل الدعم البريطاني ثم العربي. لتبدأ مسئولية أكبر كانت تقع على عاتقه مباشرة وهي قيادة مسرح العمليات المكتظ بالقوات البريطانية والسعودية والاردنية والسودانية واليمنية وغيرها بمايشمل من تنظيم وإمداد استمرت لفترة ثلاث سنوات. وفي حرب 1967م حاول الفريق الشيخ مبارك العبد الله الجابر الصباح ان يكون على رأس لواء اليرموك، وهي القوة العربية الاولى التي وصلت لمصر قبل غيرها من القوات ، لكن القيادة السياسية كان ترى ان واجبه في الكويت يفوق جهاده هناك، وسد عنه من أبناء الاسرة الكريمة الفريق صالح المحمد الصباح والشهيد الشيخ فهد الاحمد الصباح فقد كان الجميع يتلهف على الدفاع عن كرامة الامة.
لقد كان مبارك العبدالله رجل الكويت الذي جعلها رغم صغر حجمها رمز للتضحية والتفاني في سبيل الحق العربي، فقد تم في 1973م وهو رئيس للاركان إرسال ثلثي الجيش الكويتي على جبهتين هما المصرية والسورية على الرغم من صغر حجم الكويت وقلة العدد المتوفر من العسكريين،مما عرضها لتوقف برامج التدريب والتطوير. كما كان مبارك هو القائد الميداني المحنك الذي أصر على صد العراقيين في أزمة الصامتة عام 1973م رغم غياب ثلثي جيشها على الجبهة، وهنا نقف تقديرا لقائد أستطاع أن يدير عملية تنسيق الأنشطة التي كلف بها ليس على جبهة ولا جبهتين بل ثلاث جبهات في الوقت نفسه.
عند الحديث عن رئيس الاركان مبارك العبد الله الجابر،الرجل الذي بدأ مع الجيش الكويتي في عصر البنادق البسيطة حتى أصبح يدير طائرات السكاي هوك والميراج والدبابات الحديثة، نتذكر انه كان اليد اليمنى للمشير الشيخ عبدالله المبارك،وفي الوقت نفسه نتذكر ان يده اليمنى كان الفريق المتقاعد الشيخ صالح محمد الصباح، الذي ولد في عام 1931م وانظم إلي الجيش في عام 1954م بعد عودته من بريطانيا حيث أكمل دراسته العسكرية وتدريبه الميداني حتى عين ضابط لمعسكر الجيوان. كان الشيخ صالح خير عون للشيخ مبارك العبدالله الجابر الصباح رحمه الله حين كان نائبا للقائد العام للجيش والقوات المسلحة، وكان مؤمنا بان الجيش هو مفتاح الأمن في الكويت. وقد شارك في صنع القرار العسكري وعاصر أحداثا وتاريخا حافلا خلال خدمته بالجيش، وعمل جاهدا صادقا لا يكل و لا يمل على أن تبقى راية الجيش الكويتي عالية. لقد كسب الفريق المتقاعد الشيخ صالح محمد الصباح إحترام كل من عرفة لأخلاقه العالية ومقدرته العسكرية وخبرته، فقد كان أول قائد عسكري كويتي يحمل علم الكويت عندما شارك الجيش بلواء اليرموك في القتال على الجبهة المصرية في حرب 1967م . فقد أصر على ان يكون جيش الكويت مع طلائع القوات المصرية التي عبرت سيناء وتعدت العريش حتى وصلت حدود فلسطين قبل النكسة.
و يعرف من عمل معه أنه كان حازما وصلبا في مواقفه وقراراته، إلا أنه كان عادلا بدون تفرقة، حكيما بدون تعسف، أمينا بلا حدود، قائما بواجباته دون كلل .و كان نموذجا يحتذي به في الجيش الكويتي لما عرف عنة من عشقه للعسكرية وحبة لوطنه. لقد تم تعينه رئيسا للشعبة الثالثة في رئاسة الأركان في عام 1961 م فكان الرجل المناسب في المكان المناسب لكون الشعبة الثالثة هي العقل المحرك للجيش والمسئولة عن التدريب والعمليات والتنظيم ،و ساهم الشيخ صالح بتطوير العديد من المشاريع والقرارات والتمارين وقدتم تعينه نائبا لرئيس الأركان في يوليو 1965 م وتقاعد بعد حياة عسكرية حافلة في عام 1980 م[2] .
يتبع غدا بالجزء الخامس.... القائد في ثوب مدني .
[1] منصور مبارك العبدالله، الشيخ الفريق مبارك عبدالله الجابرالصباح، ط1 الكويت 2004م :ص16-24
[2] . . السويدان و العجمي ،نفس المصدر ،ص.40-41
ــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من التفاصيل، أنظر إلى الأجزاء الثلاث السابقة:
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=68306&cid=30
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=68378&cid=30
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=68452&cid=30
تعليقات