د. عبداللطيف الصريخ يعترف بصعوبة اختيار موضوع المقال، ويؤكد على أن الكاتب أصبح منقاداً لرأي الشارع بدلا من العكس

زاوية الكتاب

كتب 2331 مشاهدات 0


 

 قلم للبيع في سوق الجمعة!

ليس أصعب على الكاتب في الصحافة اليومية من اختيار موضوع لمقاله، فهذه العملية مرهقة في حد ذاتها، فكيف إذا تلاحقت الأحداث وتزاحمت الأفكار، وتدافعت على بوابة الفكر والقلم، إنها أزمة حقيقية يعاني منها كل استظل بظل قلمه، وامتشق فرسه في ميدان الصحافة.
بعض كتاب الصحف يغرقنا بمعلوماته الاستخباراتية الحلمنتيشية، وآخر لا هم له سوى معارك وهمية مع فلان وعلان من كتاب ونواب، وثالث لا يعرف من فن كتابة المقال سوى لغة السب والشتم وابتداع الألقاب الجديدة على غيره ممن يختلف معهم، أو ممن لا يستسيغهم من الشخصيات العامة، ورابع يكتب بنَفَسٍ طائفي عفن، وخامس يغرس في ثنايا مقاله بذور عنصرية نتنة، وسادس حزبي متعصب لا يرى إلا ما يرى مسؤولوه، وسابع فئوي أو طبقي يرى الآخرين أقل منه في الحقوق وأكثر في الواجبات، وهكذا تتعدد المشارب فتتعدد أصناف المقالات، وتتنوع الأقنعة التي يلبسها بعضهم باختلاف الزمان والمكان وحجم وطريقة (الكاش مني).
صعب في هذا الوقت أن تكون حيادياً، وليس بمستحيل أبداً، صعب في هذا الزمان أن تمدح الحكومة في مقال وتنتقدها في سياق آخر، صعب أن تقف في صف نائب معارض لموقف ما، ثم تنتقده في مقالك الذي يليه، صعب أن تتكلم بلغة العقل والمنطق حينما تطفو لغة العاطفة، وتسود لغة (الأنا) على لغة (نحن)، ونصبح منقادين لأجندات خاصة لا مصلحة وطن.
أصبح كثير منا للأسف منقاداً لرأي الشارع، فبدلًا من أن يوجِّه الرأي العام، أصبح منقاداً له، مسلِّماً له خطام قلمه، كيْما يكسب رضاه وتصفيقه الحار له في المنتديات والصحف الإلكترونية، وكأنه تناسى أن (بعض) جمهور تلك المنتديات والصحف الإلكترونية، مع احترامي للصادق والمخلص منهم، يمكن أن يكون من المندسين والمغرضين والحاقدين على الوطن، ممن يريدون زرع الفتن في بعض تعليقاتهم، ويتفننون من خلالها في تركيز الاهتمام على قضايا لا تستحق الإثارة.

شكراً بوصباح

كل الشكر والتقدير لمجلس الوزراء لموافقته على زيادات العسكريين، وأخص بالشكر هنا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك على جهوده الحثيثة لتسويق تلك الزيادة وإقرارها، وكم أتمنى من كل وزير أن يُعْديه حماس (بوصباح) لمنتسبي وزارته، ومبروك للعسكريين مقدماً، اللهم لا حسد!

د.عبداللطيف الصريخ

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك